تقرير يرصد استغلال المهاجرين في العمل بمزارع القنب في المملكة المتحدة

 

كشف تقرير إعلامي عن استغلال المهاجرين في العمل بمزارع القنب بالمملكة المتحدة.

التقرير نشره التلفزيون الألباني ونقل عن مهاجرين شهادتهم تحدثت عن إجبارهم على العمل في مزارع للقنب، حتى يدفعوا تكاليف رحلة عبورهم للمانش.

وبحسب مهاجر نيوز فإن شبابا في العشرينات من العمر يعملون في مزارع القنب في المملكة المتحدة، لتسديد تكلفة رحلة عبور المانش.

في تقرير بثته القناة التلفزيونية الألبانية “A2CNN” وعلقت عليه وسائل الإعلام البريطانية، الأحد 16 تشرين الأول/أكتوبر، قام مهاجرون ألبان بالكشف عن تفاصيل ظروفهم المعيشية في المملكة المتحدة، وأحيانا في قلب لندن، بعد أيام قليلة من وصولهم الى البلاد.

وأوضح المهاجرون في التقرير، بوجوه مغطاة لحماية هوياتهم، أن عصابات ألبانية ضمتهم إليها بمجرد مغادرتهم مراكز الاحتجاز الخاصة بالمهاجرين القادمين عبر المانش. يقول العديد منهم إن “أقاربهم” كانوا سيأتون لاصطحابهم من الفنادق التي كانت تؤويهم فيها الحكومة. لكن بعد فترة وجيزة، بدأوا العمل في “المزارع” والمنشآت العشوائية، وفي المنازل الخالية أو المباني الصناعية المهجورة، في إنكلترا وويلز، حيث يزرع المهربون نباتات القنب.

وبحسب التقرير، عادة ما تكون الفترة الزمنية الفاصلة بين الوصول إلى الشواطئ البريطانية وبدء هذا النوع من العمل قصيرة جداً، وفي بعض الأحيان تبدأ بعد ثلاثة أيام فقط من وصولهم إلى المملكة المتحدة.

ويعرض هذا الوضع المهاجرين للخطر، فهم عرضة للاعتقال من قبل الشرطة من جانب، وللاعتداء من قبل أعضاء المنظمات الإجرامية الأخرى بهدف سرقة المخدرات، من الجانب الآخر.

أوضح أحد المهاجرين “يقتحمون (رجال العصابات) المكان، ويأخذون كل العمل الذي قمت به لأسابيع. ثم يضربونك ويتركونك ملقياً على الأرض، وأحياناً يلقون مواداً حارقة على العينين. يمكن أن تفقد حياتك أيضاً”.

شاب آخر وصف مهام هؤلاء العمال غير المسجلين، قائلاً “نبقى محبوسين في هذا المنزل لمدة 24 ساعة، ونقوم بريّ النباتات. عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة، نطفئ الأنوار. عندما يكون الجو باردا، نزيد درجة الحرارة. تستغرق هذه النباتات ما بين 55 و60 يوما لتنمو”.

على الرغم من كونه خطيرا وإجباريا، فإن هذا العمل غير القانوني يمثل للعديد من المهاجرين الطريقة الوحيدة لكسب المال، من أجل سداد المبالغ المقترضة لتمويل رحلة عبور المانش. وفي تقرير التلفزيون الألباني أيضا، قال مهاجر أنه اقترض 5 آلاف جنيه إسترليني (حوالي 5800 يورو) “لدفعها للمهربين الأكراد”.

ويركز التقرير على المهاجرين الألبان، إذ أنهم شكلوا في النصف الأول من عام 2022، أكثر جنسية بين الوافدين عبر المانش، بزيادة قدرها 17٪ مقارنة بعام 2021. وفقا للبيانات التي جمعتها منظمة (ECPAT UK) غير الحكومية، فإن 60٪ من الأطفال الذين تم إحصاؤهم في عامي 2020/2021 من قبل الهيئة الوطنية لإحصاء ضحايا العبودية الحديثة أو الإتجار بالبشر، هم بريطانيون. البلدان الأصلية الأخرى لهؤلاء الأطفال، بالترتيب، هي فيتنام والسودان وألبانيا، ورومانيا وإريتريا وأفغانستان، وإيران والعراق ونيجيريا.

وتعليقاً على التقرير، اعتبرت جمعية “ريفيوجي كاونسل” أن “الأطفال الذين يصلون بمفردهم إلى المملكة المتحدة معرضون للخطر أكثر من غيرهم، ونعلم أن العديد من العصابات تستهدف الأطفال المهاجرين”.

وفقا للبيانات التي حصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، فقد اختفى بالفعل 116 طفلا مهاجرا وصلوا بمفردهم إلى البلاد، بعد أن تم إيداعهم في الفنادق التي تديرها وزارة الداخلية، ما بين تموز/يوليو 2021 وآب/أغسطس 2022، لكن السلطات غير قادرة على تحديد أماكنهم الحالية. وقدرت الجمعيات احتمال وقوع هؤلاء الأطفال في أيدي شبكات الاستغلال والعصابات الإجرامية.

تُستخدم الفنادق الموجودة في المملكة المتحدة لإيواء المهاجرين الذين يصلون على متن قوارب صغيرة عبر بحر المانش. وتم استخدام آلية الإيواء هذه في البداية، للتعامل مع المهاجرين البالغين، من دون القاصرين، لكن بسبب التشبع الكامل في الهياكل المخصصة لإيواء القاصرين، وجدت السلطات نفسها مضطرة لاستخدام الفنادق لإيوائهم.

وقالت منظمة (ECPAT UK) الخيرية إن عدد الأطفال المفقودين “صادم”، داعية الحكومة إلى التوقف عن إيداعهم في الفنادق.

الرئيسة التنفيذية، باتريشيا دور” صرحت بأن: “يمكن أن يكونوا يعملون في مزرعة للقنب، أو في مصنع، أو يتعرضون للعبودي”ة المنزلية. هناك عدة خيارات لطبيعة الاستغلال التي يمكن أن يتعرض لها هؤلاء الأطفال. كما يمكن أن يتم استغلالهم إجرامياً أو استغلالهم جنسياً”.

ووفقاً للسلطات البريطانية، وصل عدد المهاجرين الوافدين إلى المملكة المتحدة انطلاقا من فرنسا هذا العام، إلى أكثر من 30.550 مهاجر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Exit mobile version