أخبار القارة الأوروبية_ بريطانيا
بعد ما أثار جدلا واسعا بات مركز مانستون خال تماما من المهاجرين وطالبي اللجوء وفق وزارة الداخلية البريطانية.
هذا المركز الذي حولته السلطات من قاعدة عسكرية سابقة إلى مركز مؤقت مخصص لتسجيل طلبات اللجوء كشف تحقيق صحفي التجاوزات الحاصلة في المركز، وظروف إقامة المهاجرين هناك.
توالت الأخبار المتعلقة بمركز مانستون منذ أسابيع، وكشفت تحقيقات صحفية حال المركز وتجاوز عدد المهاجرين المقيمين فيه أربعة آلاف مهاجر، علما بأن سعته القصوى 1,600 مهاجر، وإقامتهم في ظروف سيئة لفترات تجاوزت المدة المحددة (24 ساعة)، وسط انتشار أمراض معدية مثل الدفتيريا (الخنّاق) وشائعات بيع حراس المركز المخدرات للمقيمين، ووفاة مهاجر في المركز.
الداخلية البريطانية: وفاة مهاجر في مركز احتجاز مانستون
أثارت أخبار المركز تنديدا وانتقادا واسعا، حمل الجمعيات والمنظمات على توجيه طعون قانونية بشأن المركز وتهديد السلطات باللجوء إلى القضاء.
طالبت الجمعيات والعاملون الإنسانيون إخلاء المركز فورا وحماية المهاجرين وتأمين مساكن مناسبة لهم. لكن قوبلت طلباتهم بتعنت وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان، وإصرارها على إبقاء المهاجرين في المركز.
لكن بعد وفاة مهاجر في مانستون لأسباب لم تكشفها الحكومة، وازدياد مخاوف السلطات من الإجراءات القانونية التي بدأت بها الجمعيات أكدت وزارة الداخلية البريطانية أمس الثلاثاء 22 تشرين الثاني/نوفمبر إخلاء المركز، وأوضح متحدث باسم وزارة الداخلية نقل المهاجرين إلى أماكن إقامة بديلة.
رحبت الجمعيات والمدنيون والمهاجرون بخبر إخلاء الموقع وأجلاء المهاجرين، ولا سيما جمعيتا ”Detention Action ديتنشن أكشن“ و”بي سي إس PCS“ اللتان كانتا قدمتا طعونا قانونية بشأن الظروف في مانستون، وفق صحيفة الغارديان.
وأشار نائب مدير منظمة “ديتينشن أكشن”، “جيمس ويلسون
، إلى أهمية تعويض جميع من أقاموا في مانستون عن سوء المعاملة الذي تلقوه، داعيا إلى إجراء تحقيق مستقل في ظروف الإقامة في المركز. وعبرت المنظمة غير الحكومية عن خوفها من تكرار سيناريو مركز مانستون في أماكن أخرى، وأشارت إلى أن خطوة إخلاء المركز هو محاولة بسيطة لمعالجة “إخفاق الحكومة ووزيرة الداخلية” بعد التحدي القانوني الذي كانوا في مواجهته.
ونوّه أحد القائمين على جمعية ”بي سي إس“ قائلا ”يسعدنا أن وزيرة الداخلية أجبرت على الاستجابة لمطالبنا“، لكنها استجابة متأخرة بالنسبة إليه إذ لم تلح إلا بعد التهديد باتخاذ إجراءات قانونية.
كانت ظروف الاستقبال في مانستون، وضعت آلاف الرجال والنساء والأطفال والقاصرين موضع خطر، وعلى الرغم من إخلاء الموقع مازالت هناك أسئلة كثيرة لم تجب عنها الحكومة، وفق مديرة جمعية ”العدالة الطبية Medical Justice“، إيما جين.
وزارة الداخلية البريطانية كانت قد أفادت بوفاة مهاجر كان يقيم في مركز احتجاز مانستون، يوم السبت 19 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد نحو أسبوع من وصوله إلى المملكة المتحدة، دون إضافة مزيد من التفاصيل.
ودعت جمعية ”إنكويست“، وهي جمعية تساعد عائلات المتوفين في حوادث مشابهة، إلى إجراء تحقيق مستقل في الحادث. وكانت أرسلت وزارة الداخلية إيعازا إلى مكتب التحقيقات الذي ينظر في الحوادث التي تورط فيها موظفو الحدود والهجرة.
وصرحت السلطات عقب الحادث بأن حالة مركز مانستون جيدة من ناحية التجهيزات الطبية وكان أضاف الصحفي في هيئة الإذاعة البريطانية سايمون جونز وجود نحو 300 مهاجر في المركز فقط.
وعلى الرغم من عدم ترجيح وزير الهجرة البريطاني “روبرت جينريك”، بأن سبب وفاة المهاجر عدوى الدفتيريا، أوردت صحيفة الغارديان وجود تقارير “غير مؤكدة” تفيد بإصابة المهاجر بمرض معدي.
أعيد فتح مانستون، وكان قاعدة عسكرية سابقة، ليكون بمثابة مركز للمهاجرين في شباط/فبراير الماضي، لمعالجة طلبات اللجوء بعد تزايد أعداد المهاجرين الوافدين إلى المملكة على متن قوارب صغيرة عبر بحر المانش. وسجل وصول أكثر من 40 ألف مهاجر منذ بداية العام الحالي.
وتجري صيانة الموقع لإعادة تخصيصه للمهاجرين، وفق متحدث باسم وزارة الداخلية مشيرا إلى استمرار أعمال “تحسين الموقع” لضمان الموارد المناسبة للتعامل مع المهاجرين على نحو آمن، مؤكدا عدم إبقاء المهاجرين الذين سيرسلون إلى المركز وقتا طويلا كما حصل سابقا.