أخبار القارة الأوروبية_ علوم
كشف تقرير نشره موقع “فوتورا سيونس” الفرنسي، أن الانفجارات البركانية الكبيرة لا تقتصر على كوكب الأرض فحسب، بل تطال أيضا كوكب الزهرة الذي يتأثر مناخه وبيئته بهذه الانفجارات.
التقرير أوضح أن الانفجارات البركانية، تلعب دورًا رئيسا في تاريخ المحيط الحيوي الأرضي، من خلال التسبب في انقراض العديد من الأجناس الحيوانية ويبدو أيضا أن البراكين قد حسمت مصير كوكب الزهرة.
وفقا للتقرير، لا تحتكر الأرض النشاط البركاني في نظامنا الشمسي، بل إنّ أكبر بركان يوجد في الواقع على سطح المريخ، وهو بركان “أوليمبوس مونس”، وفي حين أن النشاط البركاني الرئيسي للكوكب الأحمر حدث منذ عدة مليارات من السنين تشير بعض الدراسات، إلى أنه لا يزال لديه نظام انصهاري نشط، مع آخر ثوران يعود إلى بضع مئات الآلاف من السنين.
وتابع التقرير أنّه “بالنسبة إلى كوكب الزهرة إذا كان غلافه الجوي الكثيف يخفي تفاصيل ما يحدث على سطحه فإن العديد من الدلائل تشير إلى أن البراكين نشطة هناك في الوقت الحاضر”.
اكتشاف ثاني أكسيد الكربون في غلاف كوكب يبعد عن الأرض 700 سنة ضوئية
وأوضح أنّ “هذا الكوكب اليوم محاط بقشرة سميكة حقيقية من الرصاص (متوسط درجة الحرارة أكثر من 400 درجة مئوية وضغط 90 مرة أكبر من الأرض) لكن يعتقد العلماء أن كوكب الزهرة كان في وقت ما يحتوي على محيطات من الماء السائل، السؤال اليوم هو معرفة ما الذي يمكن أن يكون الدافع الذي قلب بيئة هذا الكوكب نحو جحيم نهائي؟ وفق تعبيره.
وبحسب التقرير، فقد تم طرح العديد من النظريات، ويتساءل باحثو وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عما إذا كانت الانفجارات البركانية سببا لتعديل مناخ كوكب الزهرة.
وتابع التقرير أنّ السجلات الجيولوجية على كوكب الأرض، تشير إلى أن معظم الأزمات البيولوجية مرتبطة بتغير جوهري في تكوين الغلاف الجوي، مما أدى أحيانًا إلى تغيرات مناخية شديدة، ونتجت هذه التغيرات في الغلاف الجوي عن الانفجارات البركانية العملاقة التي امتدت على مدى عدة عشرات، بل ومئات الآلاف من السنين، وأنتجت كميات هائلة من غازات الاحتباس الحراري والحمم، مما أدى إلى إنتاج ما يسمى بالمقاطعات النارية الكبيرة.
وأكّد التقرير أنّ العلماء يرجحون فرضية أنّ مثل هذه الأحداث، قد ألحقت أضرارًا لا رجعة فيها بمناخ كوكب الزهرة، حيث يبدو أن سطح كوكب الزهرة مغطى بنسبة 80% بحقول كبيرة من الصخور البركانية، ما يشير إلى حدوث حلقات كبيرة من الانفجارات البركانية خلال تاريخ الكوكب.
وتابع أنّه من خلال دراسة التوزيع الزمني للمقاطعات البركانية الكبيرة على الأرض أظهر الباحثون أنه من الممكن حدوث حدثين أو حتى ثلاثة من هذه الأحداث في وقت واحد، مما يزيد من تداعيات التأثير البيئي.