أخبار القارة الأوروبية_ ألمانيا
بعد أن أصيب 41 شرطيا و15 من رجال الإطفاء في ألمانيا نتيجة لأحداث الشغب التي وقعت ليلة رأس السنة الجديدة 2023 يتجدد الجدل في البلاد بشأن مشاركة المهاجرين في هذه الأحداث وعلاقة ذلك بعملية الاندماج.
وأعلنت الشرطة أنها أوقفت 145 شخصًا على خلفية الأحداث، غالبيتهم من الشباب أو المراهقين، لكنها أفرجت عنهم بعد تسجيل الإجراءات.
السلطات أكدت أنها لاتزال تحقق في الإجراءات الجنائية والإدارية التي وصل عددها إلى 355 إجراء، وفيها تهم من بينها تكدير السلم العام وتعديات ومقاومة سلطات إنفاذ القانون ومهاجمة أطقم الإنقاذ وإلحاق إصابات بدنية خطيرة وتفجير مواد متفجرة.
رئيس نقابة الشرطة الألمانية “راينر فينت” كشف أنه: “بعد ليلة رأس السنة “كان لدى العديد من خدمات الطوارئ انطباع بأن مجموعات الشباب من أصول مهاجرة كانت ممثلة تمثيلًا زائدًا في أعمال الشغب هذه”. وطالبت النقابة بكشف جنسيات المشتبه بهم”.
الشرطة من جهتها كشفت عن جنسيات المشتبه بهم، مشيرة إلى أن عدد جنسياتهم وصل إلى 18 جنسية مختلفة، منهم 45 شخصًا يحملون الجنسية الألمانية، و27 شخصًا يحملون الجنسية الأفغانية و21 شخصًا يحملون الجنسية السورية.
مشاركة عدد كبير نسبيًا من الشبان المهاجرين أو المنحدرين من الأصول المهاجرة في الأحداث جدد الجدل حول سياسة الهجرة والاندماج في ألمانيا، وسط اتهامات من المعارضة لحكومة برلين بـ”التساهل مع “المخربين”.
زعيم المعارضة الألمانية ورئيس الحزب المسيحي الديمقراطي “فريدريتش ميرتس” صرح بأن “المخربين، وكثيراً منهم من أصول مهاجرة، يتَحَدَّون، من خلال أعمال الشغب التي يقومون بها، الدولة التي يستخفون بها”.
أما رئيس وزراء ولاية بافاريا وزعيم الحزب المسيحي الاجتماعي “ماركوس زودر” فاعتبر أن: “برلين تسير للأسف باتجاه أن تصبح مدينة فوضى”.
ومن جهته، ألقى رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي في البرلمان الألماني “ينس شبان”، اللوم جزئيًا على “الاندماج الفاشل”، وتابع: “يتعلق الأمر أكثر بالهجرة غير المنظمة والاندماج الفاشل وعدم احترام الدولة”.
كانت عمدة برلين “فرانسيسكا غيفي”، المنتمية لحزب المستشار شولتس الاشتراكي الديمقراطي، قد دعت إلى نقاش على المستوى الاتحادي حول عواقب أحداث رأس السنة الجديدة.
ووسط هذا الجدل، تراوحت المطالبات بين فرض “عقوبات صارمة” على الأشخاص الذين يهاجمون الشرطة، كما دعا وزير داخلية “بافاريا يوآخيم هيرمان”، في تصريح له لـ”شبكة التحرير الألمانية” حيث أكد أنه: “يجب معاقبة مخربي رأس السنة الجديدة بشدة (…) وإذا لزم الأمر، فالسجن مناسب لهم”.
أما رئيس حي نويكولن في برلين “مارتن هيكل”، فطالب بحظر عام على بيع الألعاب النارية. كما صرح لصحيفة “دي فيلت”.
ومن جانبها دعت نقابة الشرطة (GdP) السياسيين إلى اتباع مناهج جديدة في سياسة الاندماج.
لكن مفوضة الاندماج في الحكومة الألمانية “ريم العبلي-رادوفان” حذرت من وضع المهاجرين تحت الاشتباه العام بسبب أحداث رأس السنة.
أما المتحدث باسم السياسة القانونية لحزب الخضر في البوندستاغ، “هيلغه ليمبورغ”، فانتقدت الاتحاد المسيحي، متهمًا إياه باستخدام “أحكام مسبقة عنصرية” عوضًا عن عرض حلول.
وقال “ليمبورغ”: “من الواضح أن الهجمات في ليلة رأس السنة (كانت) ظاهرة على المستوى الاتحادي وليست مقتصرة على برلين”، وأضاف: “إن تراجع احترام ممثلي الدولة وتراجع الموانع بشأن العنف لا يقتصران على مجموعات سكانية معينة”.
وأوضح “هيلغه ليمبورغ” أن محاولة بعض سياسيي الاتحاد المسيحي بالتركيز على المشاكل “هي مناورة انتخابية في ضوء اقتراب موعد انتخابات الولاية”. ومن المقرر إجراء انتخابات ولاية برلين في 12 شباط/ فبراير المقبل، بعد أن قررت المحكمة الدستورية في الولاية إلغاء نتائج انتخابات الولاية التي عقدت في أيلول/ سبتمبر 2021، بسبب العديد من الثغرات و”أوجه القصور المنهجية الشديدة”.
رئيس معهد بحوث الصراع والعنف في جامعة بيليفيلد، “أندرياس زيك حذّر” من إلقاء المسؤولية على الأشخاص ذوي الأصول المهاجرة في الهجمات على ضباط الشرطة وعمال الإنقاذ ليلة رأس السنة. وقال لـ”شبكة التحرير الألمانية”: “كون ليلة رأس السنة الجديدة كانت عنيفة للغاية هو جزء من زيادة العنف في المجتمع ككل”.
من جانبه، قال عالم النفس الاجتماعي “أولريش فاغنر” إن للعنف أسبابًا مختلفة، وأوضح أنه “في حالة المشتبه بهم من أصول مهاجرة، فإن التفسير المحتمل هو أن الاندماج والمشاركة في المجتمع لم ينجحا بعد”، مرجعًا ذلك إلى نقص جودة عروض المشاركة الاجتماعية.
وكالة التوظيف في ألمانيا تدعو لثقافة ترحيب جديدة بالمهاجرين
أما بحسب عالم النفس “أحمد منصور” فإن المسألة تتعلق بثقافة الشباب، ويوضح ” أن “المشتبه بهم هم أشخاص يفهمون رجولتهم بطريقة تجعلهم على استعداد لاستخدام العنف”!
مسؤولة الاندماج في منطقة نويكولن في برلين، “غونر ياسمين” بالجي، من جهتها، إنه في المناطق الكبيرة بالمدينة “التي تعاني من مشاكل اجتماعية صعبة يمكن ملاحظة أن لدينا أطفالًا وشبابًا يكبرون مع العنف المنزلي كجزء من الحياة اليومية”، وأضافت: “على الرغم من أن هؤلاء الشباب هم أقلية في هذه الأحياء، فإن شخصًا واحدًا يكفي لترويع منزل بأكمله!”.