أخبار القارة الأوروبية_إسبانيا
أقدمت السلطات الإسبانيا على إجلاء قرابة 200 عامل مهاجر بعدما اندلعت النيران في المخيم الذي كانوا يعيشون فيه بجنوب شرق إسبانيا، بعد أن اندلع الحريق في اليوم نفسه الذي خططت السلطات لهدم المخيم خلاله.
تقرر سابقا هدم المخيم الذي كان يقطنه عشرات العمال المهاجرين في جنوب شرق إسبانيا، في منطقة ألميريا، بناءً على أمر من مجلس مدينة نيجار المحلي، الذي اعتبر المخيم العشوائي “خطيرًا ومسيئًا”.
وتصادف اشتعال النيران في المخيم الذي يضم حوالي 500 عامل مهاجر، وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة اللهب المتصاعدة وسحب الدخان فوق الخيم والأغطية البلاستيكية، وقام رجال الإطفاء بإطفاء الحريق بخراطيم المياه، ولم تُعرف أسباب اندلاع الحريق إلى الآن حسب وكالة الأسوشييتد برس.
معظم سكان المخيم من المغرب ودول إفريقيا جنوب الصحراء، وهو موجود منذ حوالي 15 عامًا، وزاد عدد سكانه مع مرور السنوات، ولم يتوفر فيه أبدا الكهرباء أو مياه صالحة للشرب.
تم إجلاء السكان الذين كانوا في المخيم وقت الحريق بالحافلات بمساعدة الجمعيات الخيرية المحلية. ذكرت وكالة أسوشيتد برس أنه تم نقل حوالي 60 شخصًا منهم إلى مستودع قريب.
“كارمن دومينغيز”، رئيسة الفرع المحلي لأطباء العالم، قالت إن المخيم قد تم بناؤه لتوفير أماكن إقامة مؤقتة أثناء بناء مساكن جديدة، لكن عاملاً سينغاليا أكد لوكالة أسوشييتد برس أنه كان مقيماً في المخيم منذ عامين.
العامل “عبد الله” سرح بأنه: “الآن سيعيش الجميع في الشارع والجو بارد جدًا، وسيكون ذلك صعبًا للغاية”.
وكانت المنظمات المحلية الداعمة للمهاجرين قد طلبت من مجلس المدينة تأجيل الإخلاء النهائي للمخيم إلى حين تغير الفصل. وقالت إحدى منظمات حقوق الإنسان، APDHA ، لوكالة أسوشييتد برس إن “السلطات ليس لديها خطط بديلة للمهاجرين”.
السلطات بدأت بالفعل في الإخلاء عندما اندلع الحريق وأن هناك “فوضى وارتباك” بشأن أحداث يوم الاثنين (30 يناير/كانون الثاني). وأضافت أسوشيتد برس أن السلطات لم ترد على طلباتهم لتوضيح حقيقة أحداث يوم الاثنين.
مصادر صحفية ذكرت أن: “العشرات من ضباط الشرطة تواجدوا بالمخيم بينما حلقت مروحيات في سماء المنطقة للسيطرة على الوضع”. وصرح أحد السياسيين السنغالي الأصل، سيرين مباي، لوسائل الإعلام المحلية أن الحريق “لم يكن مجرد مصادفة”.
السياسي السنغالي “مباي” اعتبر أنه من الواضح أن هذه كانت استراتيجية لإجبار الناس على المغادرة لأنهم في خطر، وهذا ليس إنسانيًا. المهاجرون يُستغلون ويتعرضون للإهمال في نهاية المطاف”. وقد نشرت إلباييس في تقرير حول الموضوع أن السلطات ضمنت مأوى لسكان المخيم الذين تم إجلاؤهم لمدة تصل إلى شهرين.
إسبانيا تسجل ارتفاعا تاريخيا في عدد السكان
من جانبه، قال “فرناندو بلازا” المتحدث باسم منظمة APDHA إنه يشعر أن السلطات لا تقدم الدعم الكافي للذين تشردوا. وأضاف بلازا أن “الشرطة فقط هي التي حضرت، ولم يأت أحد من الخدمات الاجتماعية، ولم تأت الحافلة لنقل المتضررين لمكان آمن”.
شدد الحقوقي “بلازا” على وجود مخيمات أخرى تضم ضعف عدد العمال المهاجرين الذين كانوا يقطنون بالمخيم المذكور، ويرى أنها لم تجذب انتباه السلطات بعد، والسبب في نظره أنها ليست بالقرب من الحديقة الوطنية التي تأمل منطقة ألميريا في الترويج لها في أحدث خططها السياحية التي تم تقديمها في 17 يناير/كانون الثاني.
ظروف عيش وعمل العمال المهاجرين الذين يعملون في الحقول المجاورة والذين يقطنون هذه المخيمات لطالما اعتبرت غير إنسانية. في عام 2020، قال المقرر الخاص للأمم المتحدة، فيليب ألستون، إن الظروف التي شهدها في أحد مخيمات المهاجرين في جنوب إسبانيا “تشبه الظروف السيئة التي رأيتها في أماكن أخرى في العالم. لقد عاش الكثيرون هناك لسنوات رغم أن بإمكانهم دفع الإيجار، لكنه لن يقبلهم أحد كمستأجرين. إنهم يكسبون أقل من 30 يورو في اليوم، ولا يحصلون على أي شكل من أشكال الدعم الحكومي”.
من جهة أخرى، أكد “ميكيل كارمونا” ممثل نقابة SAT الإسبانية لوسائل إعلام وطنية، أن العمال يخشون فقدان وظائفهم إذا لم يعد بإمكانهم العيش بالقرب من الحقول. وذكرت الصحيفة أن النقابة دعت إلى إضراب عمال المزارع للتضامن مع من فقدوا مكان سكنهم خلال الحريق وبعد عمليات الإخلاء.
أما “مباي”، السياسي السنغالي، فصرح لوسائل الإعلام أنه يريد فضح عن ما يجري في جنوب إسبانيا. وقال إن العديد من العمال وجدوا أنفسهم في “مأزق قانوني” وأنهم يتعرضون للاستغلال. وقال إن هدفه هو توضيح أن “كل أوروبا تعرف أن العبودية لا تزال موجودة في بلدانها وأن المنتجات التي يحصلون عليها من إسبانيا، يأتي الكثير منها من أيدي الأشخاص ضحايا هذه العبودية”.