أخبار القارة الأوروبية_ البلقان
اعتبرت منظمات غير حكومية تعمل على طريق البلقان أن الجدران وحدها لا تكفي لوقف تدفق المهاجرين، وأكدت أن فكرة وزراء الاتحاد الأوروبي حول إنشاء الجدران للدفاع عن القلعة الأوروبية بأنها مكلفة وعديمة الجدوى.
وذهبت بعض المنظمات غير الحكومية إلى حد مقارنة هذه الفكرة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت)، مشيرة إلى أنه إذا تم تبني فكرة إقامة جدران دفاعية، فسيؤثر ذلك على المفهوم الذي بنيت عليه أوروبا بكليته، ومرتكزه إزالة الحواجز.
ووفقا لآخر تقرير لوكالة حماية الحدود الأوروبية “فرونتكس”، شهد عام 2022 زيادة كبيرة في عدد المهاجرين الوافدين، مع نحو 330 ألف عبور سري على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، بزيادة 64% عن عام 2021.
الهجرة السويدية: لن يتم إلغاء تصاريح الإقامة الدائمة لهؤلاء الأشخاص
وطريق غرب البلقان هو الأكثر شهرة، حيث بلغ عدد العابرين 145 ألف، بزيادة قدرها 136% في عام واحد.
وأوضحت “سيلفيا ماراوني”، منسقة المشاريع في معهد السلام والتنمية والابتكار التابع للرابطة الإيطالية للعمال المسيحيين “إبسيا – أسلي” في البوسنة، أن “هذه الأرقام في الواقع إحصائية محافظة، لأنه يتم احتساب المهاجرين الذين يتم اعتراضهم فقط، وإذا تضمنت الأرقام تدفقات أولئك الذين لم يتم احتسابهم، فمن المحتمل أن تتضاعف الأرقام”.
ونقلت منسقة المشاريع ما نشرته منظمة “نونيم كيتشين” غير الحكومية، وتعرف عن نفسها بأنها مستقلة تعمل يداً بيد مع اللاجئين في البلقان وسبتة وتوثق الاعتداءات على حقوق الإنسان على حدود الاتحاد الأوروبي، حول العنف والمضايقات والاعتداءات التي يتعرض المهاجرون على طريق ممر البلقان، وهنا في صربيا.
وأضافت “ماراوني” أن “محاولة منع وصول الوافدين من خلال تعزيز الحدود المائية أو البرية تتم منذ سنوات، لكنها لا تنجح. فلدينا جدار بين صربيا والمجر منذ عام 2015، ومع ذلك لا يزال أحد الطرق الرئيسية لتدفقات المهاجرين”.
ورأت أن “إقامة جدار جديد من شأنه توسيع شبكة المهربين وزيادة عدد الضحايا وتجنب المرور عبر الأسلاك الشائكة ووضع الرجال والنساء والأطفال في مأزق، لأنهم سيحاولون عبور النهر. نحن نرى هذا كل يوم، وهو ما يحدث بالفعل مع تعزيز الحدود. وعلى سبيل المثال في كرواتيا، يزداد عدد الحوادث والأموال المدفوعة للمهربين”.
وحتى سيزار فيرمي، الرئيس الأوروبي لمنظمة” إنترسوس” غير الحكومية، يصر على أن “الحواجز المادية إجراء مكلف وهش يجب أن تحرسه الشرطة، ونتيجة لذلك فإنها تؤدي أيضا إلى الفساد، حيث توجد جدران وثغرات أيضا”.
وعن الحل الذي يجب اقتراحه، قال دانييل فريغيري الباحث ومدير مركز السياسة الدولية في منظمة سيزبي، إنه “عندما يتم بناء جدار ما، يتم إبعاد المشكلة، لكنها تعود عاجلا أم آجلا، لأن تدفق الهجرة يشبه الماء الذي دائما ما يجد طريقا للنفاذ”.
بينما دعا “جيانفرانكو سكيافوني”، رئيس اتحاد التضامن الإيطالي، وهو منظمة غير حكومية مقرها تريستا، إلى “إنشاء طرق منتظمة” للهجرة.
وأضاف “سكيافوني” أن “الاتحاد الأوروبي متخلف في هذا الجانب، والأرقام تستدعي اهتماما جادا. فمع الانخفاض السكاني، لن ينجو نظام الرعاية الاجتماعية من شيخوخة سكانه، والانغلاق على الذات يعني إيذاء أوروبا، فهي قارة لا يمكن أن تعيش إلا إذا حافظت على علاقات مفتوحة مع بقية العالم”.
وأردف أن “التنمية الاقتصادية على مدى الثلاثين عاما الماضية كانت تقوم على نهاية الحدود، ويكفي أن نرى ما حدث مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.