الرئيس الفرنسي يعتزم تطبيق نظام التقاعد قبل نهاية 2023 رغم الاحتجاجات

أخبار القارة الأرووبية_فرنسا

أكد الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، الأربعاء رغبته أن يدخل الإصلاح المثير للجدل “حيز التنفيذ بحلول نهاية العام”، معتبرا أنه “ضروري”، في خضم تصاعد التوتر الاجتماعي في فرنسا.

وقال ماكرون خلال مقابلة تلفزيونية عبر قناتي “تي إف 1″  و”فرانس 2” “هذا الإصلاح ضروري، إنه لا يسعدني، كنت أتمنى ألا أفعله، لكن لهذا أيضا التزمت بالقيام به”، متمنيا دخوله حيز التنفيذ بحلول نهاية العام، “حتى تدخل الأمور في مسارها الصحيح”.

وأضاف الرئيس الفرنسي “أنا لا أسعى إلى إعادة انتخابي… لكن بين استطلاعات الرأي قصيرة المدى حول شعبيتي والمصلحة العامة للبلد، أختار المصلحة العامة للبلد”. وتابع “إذا كان عليّ تحمل عدم الشعبية، فسأتحملها”.

وأوضح أنه “ليس هناك حل” إلا العمل أكثر. وإصلاح نظام التقاعد الذي قدمه ماكرون يرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما.

وتمنى دخول الإصلاح حيز التنفيذ بحلول نهاية العام، “حتى تدخل الأمور في مسارها الصحيح”.

وكرر “ماكرون”، الذي استبعد الثلاثاء أي احتمال تعديل وزاري أو حل البرلمان أو إجراء استفتاء على إصلاح نظام التقاعد، الحجج التي قدمها معسكره الرئاسي منذ تمرير الحكومة مشروع تعديل نظام التقاعد من دون تصويت في البرلمان.

وأوضح أن رئيسة الحكومة “إليزابيث بورن” “تحظى بثقتي لقيادة هذا الفريق الحكومي”، داعيا إياها إلى “توسيع الغالبية”.

وندد الرئيس الفرنسي الأربعاء بلامبالاة بعض “الشركات الكبرى” التي حققت أرباحا كبيرة غير متوقعة سمحت لها بإعادة شراء أسهمها في البورصة، وطالبها بـ”مساهمة استثنائية” حتى “يتمكن العمال من الاستفادة” من هذه الأموال. وأشار إلى أنه ينوي “مطالبة الحكومة بالعمل على مساهمة استثنائية”.

وقالت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا “مارين لوبان” إن ماكرون “رجل يزداد عزلة (…) وقد أراح” الفرنسيين بفكرة “ازدرائه” لهم.

وندد زعيم حزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون بـ”علامات الازدراء التقليدية” و”غطرسة” ماكرون الذي “يعيش بعيدا من الواقع”.

من جانبه اعتبر رئيس الحزب الاشتراكي “أوليفييه فور” في الجمعية الوطنية “أن (ماكرون) في حالة إنكار مطلقة”، مضيفا “أخشى أن يكون قد أجج نارا مشتعلة جدا”.



واعتبر الأمين العام لنقابة” CGT فيليب مارتينيز” أن تصريحات ماكرون “مشينة ومحقّرة لملايين الأشخاص الذين يتظاهرون (…) ما يقوله هو كل شيء على ما يرام، أنا أفعل كل شيء بشكل جيد، ولا شيء يحدث في الشارع”.

وأكد أحد المشاركين في أعقاب اجتماع ضم أعضاء الحكومة والمعسكر الرئاسي في قصر الإليزيه صباح الثلاثاء أن ماكرون لا يعتزم حلّ البرلمان أو إجراء تعديل وزاري أو استفتاء على إصلاح النظام التقاعدي، غير أنه طلب من الحاضرين تقديم “مقترحات، في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع كحد أقصى”، بهدف “تغيير أسلوب وجدول أعمال الإصلاحات”.

واعتُمد القانون الاثنين استناداً إلى المادة 49.3  من الدستور التي تسمح بتمرير مشروع من دون تصويت في الجمعية الوطنية (البرلمان) ما لم يؤدِّ اقتراحٌ بحجب الثقة إلى الإطاحة بالحكومة. وينص القانون خصوصا على رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاماً، ما أثار غضب الرأي العام.

ومنذ تمرير الحكومة مشروع تعديل نظام التقاعد من دون تصويت في البرلمان، تتواصل الاحتجاجات في أنحاء فرنسا، وتنطلق تظاهرات عفوية تتخللها أحيانًا توترات مع الشرطة.

مساء الثلاثاء، أوقف 128 شخصا في فرنسا، ما يرفع عدد الموقوفين منذ الخميس إلى ألف تقريبا.

من جهتها، حذرت منظمة العفو الدولية الأربعاء من “الاستخدام المفرط للقوة والتوقيفات التعسّفية” التي تخللت التظاهرات، داعية السلطات إلى “ضمان سلامة المتظاهرين”.

ودانت منظمة العفو “الاستخدام التعسفي للهراوات”، مشيرة إلى أن “عدة وسائل إعلامية وثقت استخداما كثيفا للغاز المسيل للدموع مباشرة على متظاهرين سلميين لتفريق التظاهرات بدون إمكان التفريق بشكل منهجي”.

وأضافت “بعد تعبئة 19 كانون الثاني/يناير، اضطُر أحد المتظاهرين إلى استئصال خصية بعد تعرضه للضرب بهراوة بين ساقيه، مع أنه لم يكن يشكل أي خطر أمني”.

وقال “ماكرون” الأربعاء “حين ننظر إلى ما شهدته الولايات المتحدة في الكابيتول (في السادس من كانون الثاني/يناير 2021) وما شهدته البرازيل (في الثامن من كانون الثاني/يناير 2023)، أقول لكم بوضوح جدا إننا لا يمكننا أن نقبل بأي إثارة للشغب”.

شاحنات الوقود تتوقف عن العمل في سادس أيام الإضراب بفرنسا

ويتواصل إضراب عمال جمع القمامة في مدن عديدة بينها باريس. وما زالت عدة مصاف مغلقة. ونفد الوقود في نحو 12 بالمئة من محطات الوقود في فرنسا. ويغلق متظاهرون طرقات في البلاد ما يسبب زحمة مرورية.

وطلبت المديرية العامة للطيران المدني في فرنسا من شركات الطيران إلغاء 30% من رحلاتها الخميس في مطار باريس-أورلي و20% في المطارات الأخرى بسبب إضراب المراقبين الجويين رفضا لإصلاح نظام التقاعد.

Exit mobile version