منظمات إنسانية تنقذ أكثر من 150 مهاجرا بالبحر المتوسط

أخبار القارة الأوروبية_البحر المتوسط 

تستمر محاولات عبور البحر المتوسط الخطرة وسط تجاهل دولي لازدياد عدد القتلى بين المهاجرين، حسبما جاء على لسان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان “فولكر تورك”، الإثنين.

المنظمات الإنسانية تمكنت خلال اليومين الماضيين من إنقاذ أكثر من 150 مهاجرا وسط المتوسط.

أمضى 68 شخصا ليلة السبت 9 أيلول/سبتمبر على متن قارب خشبي وسط البحر المتوسط بعدما غادروا من مدينة زوارة الليبية، وبعد ساعات عدة، عثرت عليهم فرق سفينة “أوشن فايكنغ” التابعة لمنظمة “أس أو أس ميدتيرانيه” غير الحكومية.

ونشرت المنظمة في تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقا) تغريدة قالت فيها إنها تمكنت من إنقاذ جميع ركاب القارب المكون من طابقين، ويقدم طاقمها الطبي الرعاية للناجين.

بريطانيا تدرس إصدار أساور لتتبع المهاجرين وتحديد مواقعهم

لكن بحسب التشريعات الإيطالية لهذا العام، لا يمكن لطاقم السفينة تنفيذ عمليات إنقاذ أخرى لمهاجرين يحتمل أن يكونوا بحاجة للمساعدة في المنطقة نفسها، كما تفرض السلطات عليهم التوجه إلى ميناء تحدده لإنزال المهاجرين فيه، بغض النظر عن بعده الجغرافي.

عبّرت المنظمة غير الحكومية عن استيائها لاستمرار هذه “العوائق”، موضحة أن السلطات الإيطالية طلبت منها التوجه إلى ميناء أنكونا لكنه يبعد أكثر من 1,500 كيلومترا، منددة بإجبارها على الإبحار لمدة أربعة أيام إضافية لإنزال الناجين، “في حين هناك احتياجات ملحّة من أجل البحث والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط“.

وكانت سفينة “جيو بارنتس” التابعة لمنظمة “أطباء بلا حدود” قد واجهت ظروفا مماثلة الأسبوع الماضي، إذ أنقذت يوم الإثنين 8 أيلول/سبتمبر 31 مهاجرا، وأبحرت لأربعة أيام إضافية وصولا إلى ميناء مدينة باري جنوب البلاد لإنزال الناجين.



كما يشهد البحر المتوسط منذ أيام عدة ظروفا جوية صعبة وأمواجا عالية، ما دفع منظمة “أس أو أس ميدتيرانيه” إلى التحذير من وقوع حوادث غرق تودي بحياة المهاجرين، مشددة على أن “هناك العديد من المغادرين وخطر الخسارة في الأرواح مرتفع“.

كما انتقد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان “فولكر تورك” ما وصفه بــ “عدم الاكتراث” الدولي حيال تزايد مقتل المهاجرين خصوصا غرقا في البحر.

وأعرب، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عن “صدمة جراء عدم الاكتراث” بشأن ازدياد عدد القتلى بين المهاجرين، مضيفا “من الواضح أن المزيد من المهاجرين واللاجئين يموتون من دون أن يلاحظهم أحد“.

ويخاطر المهاجرون بأرواحهم على متن قوارب متهالكة ومكتظة، يسهل تعرضها لحوادث انقلاب تزهق أرواح المئات سنويا، إذ أحصت المنظمة الدولية للهجرة وفاة أكثر من ألفي مهاجر هذا العام وحده على طريق وسط المتوسط، عدا عن حوادث الغرق التي تقع بعيدا عن أعين المنظمات والسلطات البحرية.

بالإضافة إلى مهمة الإنقاذ الأخيرة التي نفذتها سفينة “أوشن فايكنغ”، تدخلت سفينة ألمانية جديدة لإنقاذ مهاجرين من الغرق في المياه الدولية.

وفي مهمتها الأولى وسط البحر الأبيض المتوسط، أنقذت السفينة “سي بنكس” (Sea Punks) بمساعدة مركب “نادر” التابع لمنظمة “ريسكشيب” (ResqShip) غير الحكومية إجمالي 83 شخصا خلال عمليتي إنقاذ متتاليتين ليل الأحد 10 أيلول/سبتمبر.

وأبحر المهاجرون على متن قوارب معدنية سيئة الجودة، وكان بينهم 28 قاصرا وطفلا وست نساء، “جميعهم مرهقون يعانون من الجفاف ومن دوار البحر”، حسب المنظمات الإنسانية.

وتستمر قوارب المهاجرين بالإبحار من سواحل شمال أفريقيا، لا سيما ليبيا وتونس التي أضحت نقطة الانطلاق الأولى باتجاه السواحل الإيطالية. الأمر الذي يثير استياء حكومة اليمين المتشدد، إذ كانت تعهدت رئيسة الوزارء جورجيا ميلوني بتعقب مهربي البشر وحدّت أنشطة سفن الإنقاذ واحتجزت بعضها لفترة زمنية.

 

وبحسب آخر الأرقام الرسمية، قال وزير الداخلية الإيطالي “ماتيو بيانتيدوزي”، إن أكثر من 50 ألف مهاجر دخلوا إيطاليا خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس الماضيين.

 

 

Exit mobile version