تجربة عمل تطوعي بين موقع “أخبار القارة الأوروبية” و”المركز الألماني العربي” في برلين

أخبار القارة الأوروبية – برلين

شارك في إعداد التقرير: رغد عيسى

تصوير: جودي صالح

شارك المتدربون الشباب في ورشة تدريب الصحفيين التي أقامها موقع “أخبار القارة الاوربية”، في عمل تطوعي بالتعاون مع المركز الالماني العربي.

المشاركون في الدورة التدريبية زرعوا وروداً في حي “النويكولن” الذي تقطنه غالبية من الأصول المهاجرة ولا سيما من العرب الذين هرب جلهم من ويلات الحروب.

مدير المركز الألماني العربي “نادر خليل” قال لموقع “أخبار القارة الأوروبية”: “العمل التطوعي في المجتمعات الديمقراطية جزء لا يمكن فصله عن العمل الديمقراطي، وهذا الأمر متأصل في ألمانيا وله وزارة خاصة تسمى (وزارة العمل التطوعي)”، مشيراً إلى أن “الدولة الألمانية تدعمه، لأنه يقوم على العطاء الذي يبذله المواطنين وكذلك المهاجرين من ثقافات مختلفة “.

“خليل” أضاف في تصريحه: “وجودنا كعرب في هذا المجتمع يساعد بأن نتعلم أكثر عن أهمية وأساليب العمل الطوعي، وهو موجود ومتأصل ثقافتنا”، لافتاً إلى أن “الثقافة العربية والاسلامية تكرس العمل التطوعي من خلال عمل الخير الذي لا يقابله أجر مادي”.

يشار إلى أن “حي النويكولن” يقطنه نحو ٣٣٠ الف نسمة موزعين على ١٥٥ جنسية اذ يتواجد نحو ١٢٨ ألف من أصول اجنبية ويمثل العرب ١٢بالمئة (٣٧ الف)، وهو من الأحياء العمالية، وعندما جاء العرب وغير العرب إليه تحول لعامل جذب للأجانب، لأن المعيشة فيها منخفضة التكلفة مقارنة بباقي المناطق.

المبادرات الشبابية..

مدير المركز العربي الألماني أشار إلى أنه “لا خوف على الثقافة العربية في برلين فهي من الثقافات القوية عكس الثقافات الأخرى التي لا تملك تجارب الاحتكاك مع الثقافات المتنوعة وتعتقد ان دخول ثقافات اخرى على مجتمعاتها سيزيلها”، مشددا على أهمية المبادرات الشبابية، فهم بحسب قوله “أهم عنصر في المجتمع، ولهم دور كبير في العمل من أجل المستقبل، لأن عدد المسنين في المانيا أكثر من عدد الشباب، وبالتالي فهم سيحملون الراية في المستقبل، ولهم دور في جميع مجالات الحياة”.

مدير المركز العربي الألماني “نادر خليل”

وعن العمل التطوعي أو العمل الخدماتي الاستشارية التي يقدمها المركز الألماني العربي أوضح “نادر خليل” أن “المركز يقدم دعماً ومشورة للشباب ويساعدهم في الخروج من عالم الجريمة والانخراط في تجارة المخدرات، كما يقدم خدمات للعائلات والمهاجرين” مؤكداً أنه “قبل سنوات لم تكن هناك مركز استشارية تساعد الشباب واللاجئين للاندماج في المجتمع، وكانت الحياة صعبة، قبل موجة الهجرة الأخيرة التي ساعدت في توفير كل الخدمات والعون والاستشارات للعائلات المهاجرة”.

يشار أن المركز الألماني  – العربي تأسس في برلين العام 2008 ويتبع لمؤسسة (ejf) لتأهيل وتدريب الشباب وحماية السلم والأمن المجتمعي في ألمانيا، ويهتم بدعم المهاجرين الجدد من خلال مساعدتهم على الاندماج في المجتمع، كما يستهدف الجالية العربية في ألمانيا بشكل عام.

مشروع “خلص”..

ويتبع للمركز الألماني – العربي العديد منها مشروع “حماية المستهلك” ( المنارة) بالاشتراك مع مركز “حماية المستهلك الاتحادي الألماني” الذي يعمل لحماية المستهلك من النصب والاحتيال. أما مشروع “خلص..” الذي يتبع للمركز أيضا فيعيد تأهيل الشباب الذين انخرطوا في الجريمة المنظمة في برلين. كما يقدم كادر “خلص” الخدمات والدعم والاستشارة للعوائل وأبنائها ممن لديهم مسائل عالقة بالمحاكم الألمانية ودائرة اليوغندامت والبوليس البرليني والمدارس الألمانية.

مدير مشروع رعاية وتأهيل الشباب(خلص) في برلين “عبد الحليم شعبان” أوضح في تصريح سابق لـ”موقع أخبار القارة الأوروبية” أن “المركز يعمل على رعاية الشباب العرب الذين انخرطوا في الجريمة المنظمة وإعادة تأهيلهم ودمجهم بالمجتمع الألماني من جديد ودعمهم للتخلص من مشكلاتهم”. مؤكداَ أن “المركز ساعد الكثير من الشباب للخروج من عالم الجريمة والاندماج بالمجتمع بالتعاون مع الحكومة والجهات المختصة”.

“عبد الحليم شعبان” شدد على أن الكثير من الأطفال كانوا ضحايا لعدم معرفة وجهل الأهالي بالقوانين الألمانية، واختلاف الثقافة”. مشيرا في الوقت نفسه إلى أن “الجالية العربية المتواجدة في ألمانيا لها دوراً في بناء المجتمع الألماني، فمنهم الأطباء والتجار والمهندسين والإعلاميين والفنانين وأثبتوا جدارتهم في جميع المجالات”.

مشاريع أخرى..

المركز يعمل كذلك بالشراكة مع “يوغند امت” و”الشرطة” و”الشول امت” لحل النزاعات الأسرية و الاجتماعية والنفسية في المجتمع الألماني، إضافة إلى اهتمامه في شؤون الثقافة والرياضة وذوي الاحتياجات الخاصة، ويوفر الاحتياجات الدراسية و يدعم مدرسة ابن خلدون العربية في برلين في مجال تعليم اللغة العربية.

ويضم المركز مجلس الثقافة العربية في برلين المهتم بتنظيم الفعاليات والأنشطة الثقافية لجميع الثقافات المقيمة في برلين، ويقدم للجالية العربية الاستشارات القانونية. كما افتتح فرعه الجديد جنوب العاصمة برلين.

يشار أن المركز يقدم خدماته المجانية، فيما يتعلق بمعاملات (الجوب سنتر _ دائرة الاجانب _ المؤسسات الحكومية الاخرى)، من خلال مكتب الاستشارة داخل بناء هيئة شؤون المهاجرين (شرطة الأجانب) في برلين لتقديم المساعدة للمهاجرين لتمديد تصاريح الإقامة والعمل، إضافة للاستشارات القانونية الخاصة باللجوء والهجرة، وطلبة البعثات الدراسية واقامات العمل.

يذكر أن المركز الألماني العربي يتصدر منذ العام ٢٠١٤ المركز الأول في دعم الاندماج وسوق العمل والثقافة وتعليم اللغة العربية في برلين، اذ يدعم مدرسة ابن خلدون العربية في برلين في مجال تعليم اللغة العربية، وله الحق في تصديق الشهادات الصادرة من البلدان العربية”.

Exit mobile version