بركان لا بالما.. صيف عصيب يمر على اسبانيا

أخبار القارة الأوروبية – إسبانيا

لم تكد إسبانيا تستفيق من الحرائق التي نشبت في جبال سييرا بيرميخا قرب إستيبونا جنوب البلاد والتي أسفرت عن مصرع إطفائي وأرغمت 2600 شخص على الفرار من منازلهم، حتى استفاقت على تحذيرات  العلماء من خطر ثوران بركان كومبري فييخا في جزيرة لابالما، الواقعة قبالة سواحل شمال غرب أفريقيا، والتي تتبع أرخبيل جزر الكناري.

فالمعهد الجغرافي الوطني الإسباني كشف عن أن العلماء سجلوا سلسلة من الزلازل تصل شدتها إلى 3.8 في متنزه كومبريه فيخا الوطني في جنوب الجزيرة، بينما أرسلت وزارة الدفاع جنودها للمساعدة في عملية إجلاء الناس، لكن السلطات الإسبانية لم تتخذ قرارا حتى الآن بالإجلاء الشامل للسكان القريبين من البركان والبالغ عددهم قرابة 33 ألف شخص.

المتحدث باسم معهد جزر الكناري لعلم البراكين قال إن شدة الزلازل تتزايد والحمم تندفع باطراد نحو السطح ما يزيد من فرص وقوع انفجار وعليه قررت الحكومة إجلاء قرابة 40 شخص،يعانون من مشاكل في الحركة وبعض الماشية إلى مناطق أكثر أمنا في جزيرة لا بالما بعد تحذير علماء من تزايد خطر ثوران بركان كومبري فييخا.

الحكومة المحلية وبعد أن بدأت في تنفيذ عمليات إجلاء في المناطق المأهولة الأقرب إلى البركان، أعلنت بدء الثوران البركاني في منطقة كابيثا دي فاكا في إل باسو، وطلبت من السكان توخي الحذر الشديد والابتعاد عن منطقة الثوران لتجنب أي مخاطر.

وكانت المشاهد الأولية التي بثها التلفزيون العام الإسباني تظهر تصاعد سحب من الدخان والرماد والحمم البركانية من فوهة البركان، وخضع بركان كومبري فييخا للمتابعة منذ أسبوع بسبب الارتفاع الكبير في النشاط الزلزالي، بعد أن سجل معهد جزر الكناري لعلم البراكين آلاف الهزات الأرضية التي وصلت قوتها إلى 4 درجات على مقياس ريختر منذ السبت الماضي.

وقال التلفزيون الإسباني الرسمي، إن الحمم البركانية تخرج من 3 فوهات، وتتجه إلى البلدات القريبة، حيث ألحقت الضرر بعدد كبير من المنازل والمزارع.

أما رئيس الوزراء بيدرو سانشيز الذي كان من المقرر أن يغادر إلى نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد قرر التوجه إلى المكان على الفور.

المكتب الاعلامي للحكومة الإسبانية أعلن في بيان أنه نظرا للوضع في جزيرة لا بالما أرجأ رئيس الحكومة رحلته المقررة اليوم إلى نيويورك وتوجه لزيارة جزر الكناري لمتابعة تطورات الوضع.

من جانبه قال ستافروس ميليتليديس، أستاذ علم البراكين في المعهد الجغرافي الإسباني، إن الثوران أحدث خمس فتحات في التل وإنه لا يستطيع القول إلى متى سيستمر، فيما أكد رئيس جزر الكناري أنخيل فيكتور توريس للتلفزيون الإسباني إنه لا توجد تقارير إلى الآن عن حدوث إصابات.

المعهد الجغرافي الوطني في إسبانيا كشف عن أن آخر ثوران للبركان في لا بالما كان في عام 1430، فيما شهد عام  1971 قُتل رجل وهو يلتقط صورا بالقرب من تدفقات للحمم لكن لم تلحق أي أضرار بالممتلكات.

صيف عصيب مر على الجانب الإٍسباني من شبه الجزيرة الإيبيرية بعد أن عانى السكان من الحرائق المتتالية والبراكين لكن  عزائهم الوحيد أن حجم الخسائر لم يكن كبيرا بسبب تحرك السلطات السريع لتفادي تفاقم هذه الأزمات بانتظار أن يحمل فصل الخريف معه أخبارا سارة تهدئ من ثورة الطبيعة في البلاد.

Exit mobile version