طبول الحرب تدق.. هل تنزع “مفاوضات يناير” فتيل أزمة شرق أوروبا؟

طبول الحرب تدق.. هل تنزع "مفاوضات يناير" فتيل أزمة شرق أوروبا؟

أخبار القارة الأوروبية – تقارير

تدق طبول الحرب في شرق أوروبا بعد تحشيدات روسية قرب الحدود الأوكرانية، تستغيث كييف بحلفائها في أوروبا الغربية وتستنجد بالناتو، لكن الجميع يخشى من اندلاع حرب قد تكون لها تداعياتها العالمية، ويمكن أن تؤدي لنتائج لا تحمد عقباها على الجميع، لذا بدأت أطراف الصراع المحتمل في التحضير لاجتماعات قد تعقد في شهر يناير بجنيف السويسرية لنزع فتيل هذه الأزمة.

موقف بريطانيا..

وكانت وزيرة الخارجية البريطانية، “ليز تراس”، قد نددت الخميس بـما وصفته بـــ”الخطاب العدائي والتصعيدي” للكرملين في شأن أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي، لكنها رحبت في الوقت نفسه بنية موسكو إجراء حوار.

واعتبرت الوزيرة البريطانية في بيان لها عقب المؤتمر الصحافي السنوي للرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، أن “تعزيز القدرات العسكرية لروسيا على الحدود مع أوكرانيا والقرم التي ضمّت في شكل غير قانوني هو أمر مرفوض”.

وأضافت أن “أي توغل روسي سيكون خطأ استراتيجيا كبيرا، وسيتم التصدي له بقوة”، وخصوصا عبر “عقوبات منسقة مع شركائنا بهدف فرض كلفة باهظة على مصالح روسيا واقتصادها”.

“ليز تراس”  أكد على الطابع “الدفاعي لحلف شمال الأطلسي”، مؤكدة أن “المخرج الوحيد للوضع الراهن يبقى عبر الحوار”، مضيفة “أرحب بكون روسيا أظهرت نيتها للبدء بمباحثات في كانون الثاني/يناير”.

وكان مسؤولون أمريكيون قد قالوا إن محادثات قد تجري في يناير-كانون الثاني بشأن تعزيز روسيا لقواتها قرب أوكرانيا بعد أن أعلن الرئيس “فلاديمير بوتين” أنه يأمل في عقد اجتماع في جنيف.

إملاءات روسية..

“بوتين” كان قد قال خلال المؤتمر الصحفي إن رد الفعل الأميركي على المقترحات الروسية لحل الأزمة الروسية الغربية حول أوكرانيا “إيجابي”، داعيا لعدم وجود أي توسع لحلف الناتو تجاه الشرق، حيث طالب بأن يتخلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن نشاطه العسكري في أوروبا الشرقية وأن لا يقبل أوكرانيا عضوا فيه.

الرئيس الروسي دعا الغرب إلى تقديم ضمانات أمنية فورية من أجل نزع فتيل الأزمة، مهددا باتخاذ إجراءات عسكرية، إلا أنه نفى في الوقت نفسه التخطيط لغزو أوكرانيا.

موسكو حددت عددا من المطالب لضمان عدم حدوث غزو عسكري وقالت إنها تريد من الناتو أن يتراجع إلى حدود نفوذه التي كانت في العام 1997، وهو مطلب اعتبر غير مشجع بالنسبة لبولندا ودول البلطيق ودول شرق أوروبا الأخرى التي انضمت إلى الحلف العسكري.

“بوتين” استعاد ذكريات ما بعد الحرب الباردة قائلا : “نحن لم نأت إلى حدود الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، لا، هم من جاءوا إلى حدودنا”، متهماً الناتو بخداع روسيا بخمس موجات من التوسع منذ تسعينيات القرن الماضي.

الأمين العام لحلف الناتو، “ينس ستلوتنبرغ”، عبر عن أمله في إجراء محادثات مع روسيا في بداية العام القادم لكنه أصر على أن عضوية أوكرانيا في الحلف هي مسألة يقررها الناتو وأوكرانيا: “إن أي حوار مع روسيا ينبغي أن يحترم بالطبع المبادئ الأساسية التي يقوم عليها الأمن الأوروبي”.

ورفض كبار المسؤولين في البيت الأبيض الاستجابة لمطالب الرئيس الروسي الأساسية بأن يتخلى الناتو عن جميع الأنشطة العسكرية في أوروبا الشرقية وألا يقبل أوكرانيا كعضو، على الرغم من أن كلا الطرفين لم يشرع في ذلك.

بحسب مسؤولين أمنيين أوكرانيين فإن أكثر من 100 ألف جندي روسي أُرسلوا إلى مناطق قريبة من حدود بلادهم، وهو ما دفع واشنطن للتهديد بفرض عقوبات على موسكو “لم ير مثيلاً لها” إذا تعرضت أوكرانيا للهجوم.

تاريخ روسيا يثير المخاوف..

الأزمة اشتعلت عقب نقل موسكو قوات روسية إضافية إلى شبه جزيرة القرم حيث من المقرر أن يتم إجراء مناورات عسكرية. وعبرت ألمانيا عن حذرها من تحركات القوات الروسية وقالت إن الحوار يعتبر “الآن ضرورياً في محاولة لنزع فتيل أزمة كبيرة”.

روسيا سبق لها أن غزت جورجيا في 2008 ثم استولت على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014، وتسعى موسكو للحصول على ضمانات بأنه لن يسمح لأي من البلدين بالانضمام إلى الناتو.

فيما يخص أوكرانيا أيضا بسط الانفصاليون المدعومون من روسيا سيطرتهم على مساحات واسعة من شرقي أوكرانيا في 2014 وانخرطوا في حرب مع الجيش الأوكراني منذ ذلك الحين.

تخوض القوات الأوكرانية حرباً منذ سبع سنوات في مواجهة هؤلاء الانفصاليين الذين استولوا على مناطق واسعة من شرقي أوكرانيا تعرف باسم “دونباس”.، خلال هذه الفترة قُتل أكثر من 14,000 شخص .

وعلى الرغم من تصاعد التوتر حول حدود أوكرانيا، إلا أن اتفاق إطلاق النار الموقع في 2020 جرى تجديده في مناطق شرقي البلاد.

لكن خروقات وقف إطلاق النار زادت خلال الآونة الأخيرة، ويتهم مسؤولو وزارة الدفاع في كييف روسيا بإرسال 122 ألف جندي إلى مناطق تقع في نطاق 200 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، ويزعم المسؤولون أيضاً بأن 143 ألف جندي آخرين يتمركزون في نطاق 400 كيلومتر من الحدود.

وقد اتفق البلدان بالإضافة إلى المتمردين المدعومين من روسيا مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الأربعاء الماضي على تعزيز الهدنة، وتهدف المنظمة إلى منع الصراعات وإدارة الأزمات ولديها بعثة مراقبة في شرقي أوكرانيا.

سفير المنظمة “ميكو كينونين” أشاد بالاتفاق باعتباره مهماً بصورة خاصة حيث سجل المراقبون التابعون لمنظمته حدوث خروقات هذا الشهر تزيد خمس مرات عن الخروقات التي سجلت في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي.

وقال مقر القوات المشتركة في أوكرانيا اليوم الخميس إنه لم يتم الإبلاغ عن أي خروقات من جانب الانفصاليين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، فيا دعت فرنسا وألمانيا إلى احترام الهدنة وتبادل المعتقلين.

جمهوريات البلطيق وهي لتوانيا ولاتفيا وإستونيا، تتخوف هي الأخرى من الحشد العسكري الروسي، حيث ووصف الرئيس اللتواني “غيتاناس نوسيدا” الوضع الراهن بأنه قد يكون “الأخطر من نوعه منذ 30 عاماً”.

Exit mobile version