على وقع الغزو الروسي.. كيف يعيش العرب في أوكرانيا ؟

أخبار القارة الأوروبية – تقارير

ما إن بدأت روسيا شن حربها على أوكرانيا حتى بات العرب هناك في موقف لا يحسدون عليه، فبعضهم استمر في أماكن سكنه في المناطق الأكثر هدوءً، والبعض الآخر احتمى بالملاجئ، فيما نزحت أعداد كبيرة منهم نحو الحدود البولندية.

الحكومات العربية طلبت من رعاياها في أوكرانيا التزام المنازل، أو الملاجئ لكن بعض العرب فضلوا النزوح للحدود الغربية مع بولندا

العرب في أوكرانيا بين النزوح إلى بولندا والاختباء بالملاجئ

مع دوي صفارات إنذار وأصوات القصف، وفرض السلطات الأوكرانية حظر تجول استطاع عدد من العرب المغادرة والتوجه، مثل الكثير من الأوكرانيين، إلى الحدود البولندية، أما الذين لم يستطيعوا المغادرة فيمكثون في الملاجئ.

ويسود الخوف في كييف مع توقع توغل القوات الروسية في العاصمة، وذلك بعد “هجمات صاروخية روسية مروعة” على المدينة التي يبلغ عدد سكانها قرابة ثلاثة ملايين نسمة، كما أعلنت الحكومة الأوكرانية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على مطار هوستوميل الاستراتيجي خارج العاصمة الأوكرانية كييف وقامت بإنزال مظليين في المنطقة.

ويلجأ المدنيون للاحتماء في محطات المترو تحت الأرض أو في الملاجئ، لكن وضعهم صعب، كما فر عشرات الآلاف من مدن رئيسية تهزها انفجارات وأصداء قصف، مثل مدينة خاركيف في شرق أوكرانيا، وهي ثاني أكبر مدن البلاد، والتي حث رئيس بلديتها الناس على الاحتماء بمحطات المترو والمخابئ المضادة للقنابل والأقبية، مع دخول القوات الروسية إلى المدينة.

لكن مع استيقاظ الناس على وقع القصف الروسي اضطروا للخروج من المدينة للمناطق الأقرب وسط حالة من الخوف والهلع أما من بقي في المدينة فهم بانتظار الفرصة المناسبة للخروج منها عندما يهدأ الوضع.

الأوضاع تزداد سوء حتى في بعض المدن الواقعة وسط أوكرانيا، مثل دنيبرو، ثالث أكبر مدينة في البلاد، حيث توجد هناك حركة نزوح كبيرة جداً إلى الحدود البولندية.

الطلبة العرب لم يتوقعوا الهجوم الروسي

عدد كبير من هؤلاء العرب هم طلاب يدرسون في الجامعات الأوكرانية، وبعضهم لاجؤون حصلوا هناك على حق الحماية لكن الصدمة كانت في اضطرارهم من جديد للفرار إلى بلد آخر، خاصة مع اعتقاد الكثيرين أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” كان يهدد فقط بشن الحرب على أوكرانيا، وأنه حتى في أسوأ السيناريوهات كانت الحرب ستقتصر على مناطق الانفصاليين، إلا أن الروس دخلوا كل المناطق واشتعلت المدن المختلفة بنيران الحرب.

العرب يواجهون صعوبات جمة فهناك انقطاع للمياه والغاز في عدة مناطق كما لا يحق للناس سحب أكثر من 200 يورو في اليوم ويضطرون للوقوف لساعات طويلة أمام ماكينات الصرف الآلي.

أوضاع التونسيين معقدة

وفي خضم الحرب، وبالعودة إلى كييف، ينشغل البعض بمحاولة مساعدة الجاليات العربية على الخروج بسلام، كما يفعل “سفيان المطوسي”، رئيس جمعية دار التونسي في العاصمة الأوكرانية.

يقول “المطوسي” في تصريح صحافي إن: “هناك جزء من الجالية التونسية، التي تتراوح بين 1200 إلى 1400 شخص، عاد قبل اندلاع الحرب”، مشيراً إلى محاولتهم التنسيق مع الصليب الأحمر لإجلاء البقية ممن يريد العودة.

تشترك الجاليات العربية في معاناتها مع أوضاع الحرب، لكن تتفاوت درجة المعاناة وتكتسي تعقيدات إضافية مثلما هو حال التونسيين بأوكرانيا، وهو دفع الرئيس التونسي “قيس سعيّد”، للتأكيد على أنه يتم الآن إجلاء عدد من مواطنيه المقيمين في أوكرانيا عبر الحدود البرية إلى بولندا، لكن وبسبب “عدم وجود ممثلية دبلوماسية لتونس في كييف، فإن “الحكومة التونسية لا تستطيع التنسيق مع أفراد الجالية وخصوصاً الطلبة”، لأن الطلبة التونسيين كانوا سابقاً يتبعون للسفارة التونسية في روسيا “الدولة المعادية لأوكرانيا”! ويبدو أن هذا هو السبب في لجوء الحكومة التونسية إلى جمعيات مثل جمعية “دار التونسي”، في محاولة للتنسيق مع أفراد الجالية.

وفي ظل إغلاق المجال الجوي لأوكرانيا، أصدرت عدة دول عربية توجيهات لرعاياها المقيمين في أوكرانيا، انقسمت بين الدعوة إلى البقاء بالمنازل والإجلاء المحتمل.

مصر تطالب رعاياها بترك بياناتهم والتزام المنازل

السفارة المصرية في كييف طالبت أفراد الجالية، بـ”الاستمرار في التواجد بالمنازل لحين هدوء الأوضاع”، داعية إياهم إلى تسجيل بياناتهم على البريد الإلكتروني للسفارة “مع توضيح الاسم ورقم الهاتف والعنوان حتى يتسنى حصر الأعداد بدقة وأماكن تواجدهم”، ويقدر عدد افراد الجالية المصرية في أوكرانيا بـ 6 آلاف غالبيتهم من الطلاب.

المغرب يشكل خلية متابعة

ولمواجهة الطوارئ أحدث المغرب الذي توجد لديه جالية كبيرة ضمنها ما يناهز عشرة آلاف طالب، خلية أزمة لمتابعة أوضاع رعاياه الذين دعت السفارة المغربية من “أختار منهم البقاء في أوكرانيا” إلى إلتزام التوجيهات التي تصدرها السلطات الأوكرانية وتدابير السلامة، والتواصل مع حلية الأزمة التي شكلتها السفارة لهذا الغرض.

وكان المغرب قد نظم رحلات طيران لإجلاء أعداد من أفراد الجالية الذين رغبوا بمغادرة أوكرانيا قبل بدء الحرب. وتتواصل محاولات إجلاء مغاربة عبر الحدود البرية بين أوكرانيا وبولندا، بحسب بيان للسفارة المغربية في كييف.

السعودية تدعو للتواصل مع سفارتها

كما دعت سفارة السعودية في كييف، في بيان، “رعايا بلادها الذين لم يتواصلوا معها في فترة الإجلاء إلى سرعة التواصل مع السفارة في أقرب وقت ممكن، نظرا للمستجدات في أوكرانيا حاليا، وحرصا على سلامتهم”.

الجزائر تطالب بعد التنقل

ودعت سفارة الجزائرية في كييف، رعايا بلادها عبر بيان، إلى “الالتزام بالتعليمات التي تسديها السلطات الأوكرانية، لا سيما تلك المتعلقة بالمكوث بالبيت وعدم التنقل إلا للضرورة القصوى”.

ليبيا تدعو لعدم الخروج من المنازل

وفي ذات السياق دعت وزارة الخارجية الليبية في بيان، رعاياها في أوكرانيا، إلى “تجنب السفر في الوقت الحالي والبقاء في المنازل وفي أماكن آمنة وعدم الخروج إلا للضرورة”، داعية مواطنيها إلى “التواصل مع سفارة بلادها في كييف”.

العراق يوفر خطوطا هاتفية ساخنة

أما السفارة العراقية في أوكرانيا فحثت جميع رعايا بلادها إلى “توخي الحيطة والحذر وعدم زيارة المناطق الخطرة في شرق أوكرانيا”، داعية إياهم إلى “التواصل في حال احتياجهم لأية مساعدة عبر خطوط هاتفية ساخنة” حددتها السفارة.

خلية أزمة في الأردن

بدوره أكد الأردن انعقاد خلية أزمة للمتابعة “ستبحث أشكال الدعم للرعايا، وخيارات سبل الإخلاء المتاحة، ولاسيما الإخلاء البري من جهة الدول المحاذية للمناطق الحدودية الغربية لأوكرانيا.

Exit mobile version