أوروبا تواجه أزمة في الطاقة والغذاء على وقع الحرب في أوكرانيا

أخبار القارة الأوروبية – تقارير

انفجار الأوضاع في أوكرانيا كان عاملا حاسما في زيادة غير مسبوقة في أسعار الطاقة، في ظل معاناة الدول الأوروبية من أزمة خلال الشتاء الحالي أثرت على الكثير من مناحي الحياة فيها.

وتعد روسيا من أهم مصدري الغاز لأوروبا، حيث تؤمن 40% من واردات الغاز لأوروبا لكن انخراطها في الحرب زاد من التكنهات بشأن ارتفاع سعره، في وقت تتزايد فيه توقعات التأثر الوشيك من الإمدادات الواردة من روسيا بسبب العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على قطاع الطاقة الروسي

تأثر صادرات الغاز القادمة من أوروبا تسبب في ارتفاع السعر المرجعي الأوروبي للغاز الطبيعي الهولندي «تي تي إف» إلى مستوى قياسي جديد بلغ 213.89 يورو للميغاوط في الساعة.

“كادري سيمسون”، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون الطاقة، قالت إن الاتحاد الأوروبي مستعد لمواجهة عواقب اقتصادية وخيمة إذا ما أوقفت روسيا إمدادات الغاز الطبيعي رداً على العقوبات المفروضة عليها.

وذكرت “سيمسون” أن التكتل مستعد لمواجهة عدة احتمالات، بما في ذلك توقف شحنات الغاز من روسيا، وهي أكبر مورّد للغاز إلى التكتل، في أعقاب اجتياح أوكرانيا، وأوضحت أن أحد السيناريوهات هو أن يوقف الكرملين تدفق الغاز إلى أوروبا بشكل كامل.

من جانب آخر، توقع بنك «جيه بي مورغان» في مذكرة، أخيراً، أن يُنهي خام برنت العام عند 185 دولاراً للبرميل إذا استمر تعطل الإمدادات الروسية وسط تصاعد أسعار النفط بشكل كبير، خصوصاً على ضوء اقتراب خام برنت من 120 دولاراً الأسبوع الحالي.

قفزة هائلة في أسعال النفط والغاز

وواصلت أسواق الأسهم انهيارها على وقع التأثير المزدوج للحرب الأوكرانية، فقفزت أسعار النفط الخام 4 في المائة مقتربة من 115 دولاراً للبرميل يوم أمس الجمعة، في جلسة شهدت تقلبات، إذ تغلبت المخاوف من تعطل صادرات النفط الروسية بسبب العقوبات الغربية على أثر توقعات بزيادة إمدادات الخام الإيرانية في حال إبرام اتفاق نووي مع طهران.

ودفع النزاع في أوكرانيا الجمعة، سعر الغاز الطبيعي إلى تجاوز عتبة 200 يورو لكل ميغاواط/ ساعة في أوروبا، فيما قد تتأثر الإمدادات الواردة من روسيا بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضت على قطاع الطاقة الروسية.

وقفز سعر خام برنت إلى 114.98 دولار للبرميل خلال الجلسة، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4.06 دولار أو 3.8 في المائة إلى 111.73 دولار للبرميل، بعدما لامس 112.84 دولار للبرميل في وقت سابق.

وسجلت أسعار النفط أعلى مستوياتها في عشرة أعوام هذا الأسبوع، واتجهت صوب تحقيق أقوى مكاسب أسبوعية منذ منتصف 2020، مع ارتفاع الخام الأميركي بأكثر من 21 في المائة وخام برنت 17 في المائة.

ومن المنتظر ضخ مزيد من إمدادات النفط في السوق جراء سحب منسق من مخزونات النفط في الدول المتقدمة يبلغ 60 مليون برميل. وقالت اليابان يوم الجمعة، إنها تعتزم سحب 7.5 مليون برميل نفط.

انخفاض أسواق الأسهم

وفي أسواق الأسهم، فتحت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على انخفاض أمس الجمعة، وسط مخاوف من الصراع المتصاعد في أوكرانيا، التي غطت على أثر بيانات أظهرت تسارع نمو الوظائف الشهر الماضي.

وتراجعت الأسهم الأوروبية متجهة صوب تسجيل خسائر لثالث أسبوع على التوالي. وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.4 في المائة بحلول الساعة 08:37 بتوقيت غرينيتش بعد تراجع الأسهم الآسيوية إلى أقل مستوى في 16 شهراً.

ونزل المؤشر داكس الألماني 2.2 في المائة مسجلاً أدنى مستوى في عام، مع تراجع مؤشر قطاع السيارات بأكثر من 3.6 في المائة. وانخفض المؤشر كاك 40 الفرنسي 2.2 في المائة، في حين فقد المؤشر فايننشيال تايمز 100 البريطاني 1.4 في المائة.

ارتفاع أسعار الحبوب

كما ارتفعت أسعار الحبوب إلى أعلى مستوى لها منذ سنوات فأسعار القمح بلغت حدا لم تصله منذ عام 2008، في ظل المخاوف المتصاعدة من حدوث نقص عالمي في الإمدادات، حيث تسببت الحرب الروسية على أوكرانيا في منع كييف من تسليم أكثر من 25 في المائة من صادرات المحصول.

وأشارت وكالة «بلومبرغ» للأنباء إلى أن أسعار القمح في سبيلها لتسجل ارتفاعاً قياسياً بنسبة 40 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا وقيام الولايات المتحدة وأوروبا بفرض عقوبات شاملة على موسكو.

وأدت الحرب إلى إغلاق موانئ التصدير الرئيسية في أوكرانيا، وتعطيل الخدمات اللوجيسيتة ووسائل النقل. كما تهدد الاشتباكات المستمرة بين القوات الروسية والأوكرانية زراعة المحاصيل خلال الأشهر المقبلة.

كما توقفت تجارة القمح مع روسيا إلى حد كبير، حيث يجد المشترون صعوبة في التغلب على العقوبات الغربية المعقدة التي فرضها الغرب على موسكو، ورفضهم دفع تكاليف مرتفعة مقابل عمليات التأمين والشحن.

وتعد روسيا وأوكرانيا كذلك من الموردين الرئيسيين للذرة والشعير وزيت عباد الشمس، وقد ارتفعت أسعار الذرة إلى أعلى مستوى لها منذ 2012، في حين سجلت أسعار زيت فول الصويا وزيت النخيل مستويات قياسية.

وأشارت «بلومبرغ» إلى أن الصين، وهي أكبر مستورد في العالم للذرة وفول الصويا والقمح، تتجه إلى تأمين إمداداتها الأساسية عبر الأسواق العالمية، ما يدفع الأسعار إلى الارتفاع.

وقفرت أسعار العقود الآجلة للقمح إلى أقصى حد لها في بورصة شيكاغو أمس، حيث ارتفع سعر الإردب(150كلغ) من 6.6 في المائة إلى 12.09 في المائة.

Exit mobile version