سياسة مشتركة.. هل تطبق إيطاليا “اتفاق رواندا” لترحيل المهاجرين؟

سياسة مشتركة.. هل تطبق إيطاليا "اتفاق رواندا" لترحيل المهاجرين؟

أخبار القارة الأوروبية – تقارير

يتدفق آلاف المهاجرين غير النظاميين نحو إيطاليا في ظل قربها الجغرافيا من ليبيا وتونس والتي ينطلق منهما المهاجرين تجاه القارة الأوروبية ما جعل إيطاليا تدعو لسياسة أوروبية مشتركة لمواجهة قضية الهجرة.

فخلال الشهرين الماضيين وصل إلى إيطاليا أكثر من 12 ألف مهاجر، أغلبهم بشكل مستقل على متن قوارب قادمة من تونس.

وكان زعيم حزب “فيفا إيطاليا” “ماتيو رينزي”، قد قال في 5 / أبريل / 2022 إن “ما يقرب من 100 شخص من المهاجرين، قد فقدوا حياتهم في عرض البحر الأبيض المتوسط خلال نهاية هذا الأسبوع”.

وتساءل “رينزي”: “لماذا لا يزال على بعض الحدود الأوروبية، يتعرض الأشخاص ذوو البشرة الداكنة لخطر إعادتهم؟”.

إعادة 850 مهاجرا..

من جهتها قالت وزيرة الداخلية الإيطالية، “لوسيانا لامورغيزي” إنه تمت إعادة حوالي 850 مهاجرا إلى أوطانهم منذ بداية العام الحالي، ووصفت ذلك بأنه “إنجاز تحقق جزئيا بفضل التحاور المستمر الناتج عن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع السلطات في تونس، إحدى البلدان التي يأتي منها معظم المهاجرين”.

وخلال استجواب في مجلس النواب الإيطالي، وردا على سؤال طرحه حزب “أخوة إيطاليا” اليميني، اعترفت “لامبورغيزي” بأنه لا يمكن وقف القوارب بإغراقها مؤكدة التعامل مع دول المصدر لوقف عمليات المغادرة.

“لوسيانا” أكدت أن تأثير السفن الإنسانية على الوافدين الذين يأتون في فصل الصيف، والذين كانوا دائما مصدرا للجدل السياسي، ضئيل حيث وصل جميع المهاجرين خلال الشهرين الماضيين بشكل مستقل.

كما أضافت أن “الوصول الوحيد بسفينة تابعة لمنظمة غير حكومية (وهي سي ووتش 4 في باليرمو) حدث الأسبوع الماضي وشارك فيه 350 شخصا”، مشيرة إلى أن استراتيجية وزارة الداخلية تتمثل في العمل مع البلدان الأصلية للمهاجرين لوقف المغادرين، لأنه بمجرد أن تتم مغادرة القوارب لا يمكن فعل الكثير.

وكانت السلطات الإيطالية قد سمحت الجمعة (15 أبريل 2022) لسفينة الإنقاذ الألمانية “سي ووتش 3” وعلى متنها 201 مهاجرا بالرسو في ميناء بجزيرة صقلية الإيطالي.

وقالت منظمة سي ووتش اليوم الجمعة أن السلطات وجهت السفينة بعد انتظار عدة أيام إلى مدينة تراباني، ومن المقرر أن تدخل السفينة إلى الميناء صباح السبت، وتحمل السفينة مهاجرين تم إنقاذهم في خمس عمليات إنقاذ بالبحر المتوسط نهاية الأسبوع الماضي.

وأردفت وزيرة الداخلية الإيطالية: “لقد ذهبت إلى تونس مرتين خلال شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس الماضيين، وكانت المرة الأخيرة بصحبة وزير الخارجية “لويجي دي مايو” ومفوضين أوربيين، ونحن نعمل على مساعدة ذلك البلد ودعم وتنمية قدرته على إدارة تدفقات المهاجرين”.

وأكملت المسؤولة الإيطالية : “لقد تحدثنا مع الرئيس التونسي ورئيس الوزراء المكلف وطمأنونا، لقد منعوا المغادرين من صفاقس، التي كانت الميناء الرئيس لتجار البشر، والآن وجد المهربون موانئ أخرى، لكننا قمنا بكل التدخلات الضرورية”.

مبدأ الترحيل الإلزامي..

الوزيرة الإيطالية ذكرت : “أما الباب الآخر الذي تواصل إيطاليا طرقه فهو باب بروكسل، ويجب أن يتبنى ميثاق الهجرة الأوروبي، الذي سيتم تقديمه قريبا، مبدأ الترحيل الإلزامي وليس الاختياري، لأن دول فيشغراد (التشيك، المجر، بولندا وسلوفاكيا)، لا تريد ذلك، وقد اقترحنا فرض عقوبات اقتصادية على من لا يشاركون في عمليات إعادة التوطين”.

ودافعت “لامورغيزي”، أيضا عن نموذج الأمن الإيطالي، وهو موضوع حسب رأيها لا ينبغي أن يكون جزءا من الجدال السياسي، وقالت إن :”السعي إلى الأمن يتم من خلال البناء بعناد يوما بعد يوم لشبكات صلبة على أساس الأهداف والمصالح المشتركة، وبالتأكيد ليس من خلال بناء جدران لن تكون عالية بما يكفي لحمايتنا”.

قانون جديد يمنح المهاجرين في اليونان وهنغاريا الأمل للوصول إلى آيسلندا

“لامورغيزي” كررت “الحاجة إلى إدخال سياسات حاسمة للاتحاد الأوروبي في الميدان، لإنشاء شراكات استراتيجية مع دول في شمال أفريقيا بدءا بليبيا وتونس، والتي يمكن من خلالها النص على إجراءات لمكافحة الإتجار بالمهاجرين، وكذلك مراقبة الحدود والتعاون في مسألة الإعادة إلى الوطن”.

اتفاق بريطانيا مع رواندا..

ولم يتردد حزب “أخوة إيطاليا” اليميني بالإشارة إلى اتفاق رئيس الوزراء البريطاني المحافظ “بوريس جونسون” مع دولة رواندا الأفريقية لترحيل المهاجرين إليها.

” جورجيا ميلوني”، ممثلة الحزب اليميني في البرلمان الإيطالي قالت إن “إعلان رئيس الوزراء “جونسون” المحافظ مرة أخرى ينقض كذب اليسار بأن الهجرة غير الشرعية من المستحيل وقفها”، لافتة إلى أن “منع المغادرين والهجرة غير الشرعية أمر ممكن: ما عليك سوى أن ترغب في ذلك”.

السياسة الأوروبية الموحدة..

لكن “لامورغيزي” رأت أن “السبيل الوحيد لمواجهة قضية الهجرة شديدة التعقيد هو وجود سياسة أوروبية واحدة”.

 وأشارت إلى أن “استراتيجية احتواء تدفقات الهجرة والتحكم في الظاهرة يجب أن يتم النظر فيها أولا وقبل كل شيء على المستوى الأوروبي، لأن إيطاليا مجرد حدود داخلية لأوروبا”.

وأضافت أن “الجهود التي نبذلها لطلب المساعدة على المستوى الأوروبي لدول الوصول الأول معروفة”، وأوضحت أن “الهدف على وجه التحديد هو الوصول إلى حلول لتطبيق مبادئ التضامن بطريقة متساوية بين هذا الدول، مع التزام أكبر من قبل وكالة حماية الحدود الأوروبية (فرونتكس)، وإقامة شراكة ملموسة مع البلدان التي تأتي منها تدفقات الهجرة”.

وكان ” لويجي دي مايو” قد دعا إلى اتفاق مع تونس منذ العام 2020، لوقف تدفق المهاجرين، على أن يضمن الاتفاق تسريع عمليات الترحيل ليس جوا فحسب، وإنما أيضا عبر البحر. كما حث الوزير الإيطالي تونس على مراقبة سواحلها، خصوصا منطقة صفاقص، مركز انطلاق معظم المهاجرين.

حالة من الجدل تشهدها الأوساط الإيطالية لحل أزمة المهاجرين فالبعض يدعو لترحيلهم الإلزامي، والبعض يدعو لتبني سياسة أوروبية موحدة، لكن ما يبدو هو أن المهاجرين سيكونون الخاسر الوحيد من هذه التجاذبات في الداخل الإيطالي.

Exit mobile version