المهاجرون القصر غير المصحوبين.. قلق في عدد من الدول الأوروبية حول ظروفهم

أخبار القارة الأوروبية – تقارير

صعوبات كبيرة يواجهها المهاجرون في القارة الأوروبية لكن تلك الصعوبات تصبح مقلقة للغاية فيما يتعلق بالقصر غير المصحوبين بذويهم، وسط قلق على ظروفهم في بريطانيا وإيطاليا وبلجيكا، وفرنسا.

أوضاع القاصرين غير المصحوبين في بريطانيا

ففي بريطانيا أثارت جمعيات حقوقية النقاش حول سلامة الأطفال اللاجئين غير المصحوبين في المملكة المتحدة، الذين يصبحون تحت رعاية وزارة الداخلية ويتم إيواؤهم بشكل مؤقت في الفنادق، بالرغم من تأكيد المسؤولين أن القاصرين غير المصحوبين بذويهم يتلقون الرعاية الكافية.

فقد كشف تحقيق أجرته صحيفة الإندبندنت العام الماضي عن اختفاء 16 طفلا لاجئا غير مصحوبين بذويهم من الفنادق الحكومية غير المنظمة بين 20 يوليو/تموز و 25 نوفمبر/تشرين الثاني، بمعدل مرة واحدة في الأسبوع.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، انتقد العديد من النشطاء إقامة هذه الفئة من المهاجرين ووصفها بأنها “غير مناسبة” وتفتقر إلى الأمن والحماية.

هؤلاء المهاجرين القاصرين بمجرد أن يصلوا للمملكة المتحدة، يتم وضعهم في فنادق، لكن جمعيات خيرية تتحدث عن معاناتهم من الجوع والإهمال وفقًا للجمعيات الخيرية.

وبحسب عدد من الجمعيات الحقوقية في المملكة المتحدة، فأماكن بقاء هؤلاء الأطفال لا تتوفرعلى الطعام الكافي، كما أن الملابس والأحذية غير كافية، فضلاً عن معايير الصحة والنظافة غير المواتية.

وتشير التقارير إلى أن الظروف جد سيئة، لدرجة أن الأطفال أجبروا على حلق رؤوس بعضهم البعض بسبب تفشي مرض الجرب.

” فيليب إيشولا”، الرئيس التنفيذي لمنظمة حقوق الإنسان (Love146)، وصف ممارسات وزارة الداخلية بأنها تصرفات “احتيالية خارج إطار قانون عمل رعاية الأطفال LAC”، وهو إطار قانوني يحمي حقوق الأطفال الذين لا يتوفرون على رعاية أسرية، مشددا على أن “هذه الفئة من الأطفال يصلون إلى المملكة المتحدة مصابين بصدمات شديدة وفي حاجة ماسة إلى المساعدة”.

أصبح مخطط النقل الوطني لحكومة المملكة المتحدة، والذي تتطوع فيه السلطات المحلية لرعاية طالبي اللجوء الأطفال غير المصحوبين بذويهم، إلزاميا لجميع السلطات المحلية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وبعد ذلك، رفض مجلس مقاطعة “كينت” استقبال المزيد من المهاجرين القاصرين، وبدأت وزارة الداخلية في وضع الأطفال في أماكن إقامة غير منظمة مثل الفنادق منذ 20 يوليو/تموز 2021.

وزير الهجرة البريطاني “كيفين فوستر” صرح أنه بين 23 نوفمبر/تشرين الثاني و 22 فبراير/شباط كان هناك 361 طفلا لم يدخلوا بعد تحت مسؤولية رعاية السلطة المحلية. إلى أن يتم العثور على مكان لهم، تم وضع هؤلاء الأطفال في فنادق كأماكن إقامة مؤقتة بمختلف مناطق المملكة المتحدة.

المتطوعون في منظمة (Love146) قالوا إنهم يعرفون حاليا حوالي 250 طفلا غير مصحوبين بذويهم في فنادق في لندن وحدها، إضافة إلى العديد من الأطفال في مناطق أخرى من البلاد، مؤكدين أنه يُعتقد أن الرقم الحقيقي أعلى بكثير نظرا لأن مسؤولي وزارة الداخلية أحيانًا يخطئون في اعتبار الأطفال في البداية بالغين، ويفترض أنهم تجاوزوا 18 عاما، ما لم يثبت لاحقًا أنهم قاصرون.

عضو حزب العمل “إيفيت كوبر” وصف هذه الأرقام بأنها “مقلقة”، محذرة من أن يصبح الأطفال الصغار من عرضة للاستغلال من قبل عصابات الاتجار بالبشر، ودعت إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة” من أجل توفير مزيد من الدعم للقاصرين غير المصحوبين بذويهم.

من جانبها قالت “بيلا سانكي”، مديرة منظمة “ديتينشن أكشن”، إنه من المفترض أن يشعر هؤلاء الأطفال بالأمان بعد نجاتهم من ظروف صعبة لكن وزيرة الداخلية البريطانية “بريتي باتيل”، تجاهلت جميع التحذيرات بأن هذه الفنادق غير مناسبة الأطفال، ويجب الآن اتخاذ إجراءات للعثور على هؤلاء الأطفال المفقودين قبل فوات الأوان”.

من جانبه أكد متحدث باسم وزارة الداخلية أن: “الحكومة تعمل على ضمان تلبية احتياجات الأطفال طالبي اللجوء الوافدين حديثا غير المصحوبين بذويهم. ونحن ممتنون لدعم السلطات المحلية المستمر لتوفير الرعاية لهم، ونحن نواصل مراجعة مخطط التحويل الوطني لضمان التوزيع العادل والمنصف للمسؤولية عبر المملكة المتحدة”.

في إيطاليا

أما في إيطاليا فقد تدخلت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” وكشفت عن دعمها أكثر من سبعة آلاف طفل ومراهق من خلال برامجها في إيطاليا، في عام2021.

التقرير السنوي للمنظمة أوضح أنها قدمت برامج حماية إلى 5.198 قاصرا، وأودعت أكثر من 120 مراهقا في دور للرعاية، وساعدت 2.300 من القصر المهمشين من الوصول إلى برامج لتطوير لغتهم ومهاراتهم الرقمية، وسجّلت 78 ألف لاجئ ومهاجر في نظام الاستضافة الإيطالي خلال عام 2021.

اليونيسيف بينت في تقريرها السنوي أنها 78 ألف لاجئ ومهاجر في نظام الاستضافة الإيطالي، خلال العام 2021، من بينهم أكثر من 12.200 قاصر أجنبي غير مصحوبين بذويهم.

ومع ذلك، لم تأخذ البيانات في الاعتبار عدد غير محدد من القصر الذين لم يكونوا مدرجين بحكم الواقع ضمن خدمات حماية الحقوق وصيانتها، حسب ما أشارت اليونيسيف في تقريرها السنوي لعام 2021 المتعلق بدعم الأطفال والمراهقين المهاجرين واللاجئين في إيطاليا.

وأوضحت المنظمة الأممية أنه “من المتوقع أن تزداد الأرقام في عام 2022 بسبب حالة الطوارئ الأخيرة في أوكرانيا، التي جلبت أكثر من 88 ألف شخص إلى البلاد، من بينهم أكثر من 33 ألف طفل”.

وسلّط التقرير الضوء على كيفية وصول اليونيسف في عام 2021 إلى أكثر من 12 ألف مهاجر ولاجئ، من خلال التدخلات المباشرة، بما في ذلك أكثر 7 آلاف طفل ومراهق.

وتمكنت اليونيسف، خلال العام الماضي من الوصول إلى 5.198 قاصرا ببرامج حماية (إجراءات لحماية الحقوق وأفضل معايير الاستضافة والحماية)، وأكثر من 120 مراهقا تم إيداعهم في دور رعاية أو دعمهم من قبل مرشدين، وحوالي 2.300 من القصر المهمشين الذين تمكنوا من الوصول إلى برامج تطوير لغتهم ومهاراتهم الرقمية.

كما توصلت إلى أكثر من 1200 مهاجر ولاجئ من خلال أنشطة الوقاية والدعم للتعامل مع العنف القائم على النوع الاجتماعي ونحو 800 من الناجين من العنف، من خلال برامج الدعم القانوني والنفسي والاجتماعي.

وتم اتخاذ إجراءات عبر شبكة الإنترنت بالنسبة إلى أكثر من 33 ألف شخص، إضافة إلى المنصة الرقمية الخاصة بالإبلاغ عن تحركات الأفراد.

في بلجيكا

أما في بلجيكا فقد سلط وصول النازحين الأوكرانيين إلى بلجيكا، الضوء على بعض الثغرات في نظام استقبال المهاجرين في البلاد، لا سيما القاصرين غير المصحوبين بذويهم.

وفقا لتقارير عدة، يعاني القاصرون من عدم وجود عدد كاف من “الأوصياء” في بلجيكا، وهم الأشخاص الذين يتكفلون بمتابعة وإرشاد القاصر أمام الدولة، والذين يعتبر وجودهم إجباريا للقيام بأي إجراءات إدارية للقاصر، وترتب على هذا العجر، أن ما يقرب من 900 شاب عالقون “إداريا” بانتظار توفير أوصياء لهم.

الخدمة العامة الفيدرالية للعدل علقت على الأمر بأنه “يتعين على القاصرين غير المصحوبين الانتظار لمدة أربعة أشهر في المتوسط حتى يتم تعيين وصي، مدة الانتظار هذه كانت تصل إلى شهر ونصف في السابق”.

وبالنظر إلى السبب الذي يقف وراء هذا العجز الكبير في عدد الأوصياء، هناك زيادة كبيرة في عدد القاصرين غير المصحوبين الوافدين في عام 2021، ولكن أيضا يعاني العاملون في هذه الوظيفة من أزمة إدارية، بسبب عدم تلقيهم أجور وتقدير كافيين.

وفقا للخدمة العامة الفيدرالية للعدل، كان عام 2021 هو العام الذي استقبلت فيه بلجيكا “ثاني أكبر عدد من القاصرين الأجانب غير المصحوبين بذويهم، بعد عام 2015، بعدد 4,880 شخصا”.

اقرأ أيضا: حراك محلي لإيواء المهاجرين المشردين وسط باريس

وقد تم بالفعل تسجيل حوالي 600 قاصر أوكراني غير مصحوب في بلجيكا، تقول “هيدويغ دي بيورغ” إنهم “وصلوا بشكل أساسي برفقة العائلة أو الأقارب. وكان هناك أيضا آباء جاءوا لإيصال أطفالهم إلى هنا ثم غادروا”.

على الرغم من أن هؤلاء الشباب بصحبة شخص بالغ من أقاربهم مثلا، إلا أنه لا يزال يتعين أن يكون لهم وصي قانوني، وفقا للقانون البلجيكي، لأن رفقائهم ليس لديهم رسميا سلطة أبوية عليهم.

فرنسا.

في فرنسا، تتولى الإدارات رعاية القصر غير المصحوبين بذويهم من خلال المساعدة الاجتماعية للطفولة (ASE). المنظمة مسؤولة عن الشباب المعترف بهم أنه قاصر بعد التقييم، ولكن لبدء إجراء قانوني أو إداري، يجب مساعدة القاصر غير المصحوب من قبل ممثل خاص، يعينه المدعي العام.

Exit mobile version