معاناة وأمل مفقود.. الخطر يلاحق المهاجرون في مليلة الاسبانية

معاناة وأمل مفقود.. الخطر يلاحق المهاجرون في مليلة

معاناة وأمل مفقود.. الخطر يلاحق المهاجرون في مليلة

أخبار القارة الأوروبية – لجوء

يعاني المهاجرون في مركز “سيتي” في جيب مليلية الإسباني شمال المغرب من ظروف معيشية صعبة، تضاف إلى الويلات التي تعرضوا لها على طريق هجرتهم قبل وصولهم.

المهاجرون تحدثوا عن معاملة سيئة وضرب مبرح على أيدي حرس المركز، الذين لا يتورعون عن تهديدهم بسحب أوراق اللجوء الخاصة بهم، كل ذلك أدى بعدد منهم، وفقا لتقارير منظمات غير حكومية محلية، للتفكير بالانتحار.

وترددت مؤخرا عدة إخباريات عن ارتفاع بمعدلات العنف ضد المهاجرين في مركز “سيتي” في جيب مليلية الإسباني شمال المغرب. المعلومات الواردة تحدثت عن قيام عناصر حرس المركز بضرب وإهانة المهاجرين هناك، غالبا لأسباب لا تستحق تلك المعاملة.

ونقلت مصادر إعلامية عن المهاجرين تأكيدهم أنهم يعانون من ظروف “العنف الممنهج”، والضرب على يد رجال الأمن المتواجدين في المركز.

وعاد المهاجرون للاعتصام أمس الثلاثاء 31 أيار/مايو أمام المركز، تزامنا مع زيارة مسؤولين رسميين وذلك بعد تعرض رفيق لهم مصاب بداء السكري للضرب المبرح إثر مطالبته بالحصول على الطعام سريعا نظرا لحالته الصحية.

وكانت “مجموعة العمل المجتمعي” (GAC) قد أصدرت تقريرا في أيار/مايو الماضي بالتعاون مع “مركز رعاية ضحايا سوء المعاملة والتعذيب” (SIRA) بعنوان “مأزق الحدود ” (The Limbo of the Border)، خلصا فيه إلى أن 11,3% من المقيمين في مركز “سيتي” يفكرون بالانتحار، منهم 37,7% حاولوا ذلك بالفعل.

ومن ضمن الحالات التي اعتمد التقرير تحليلها لاستنتاج الخلاصات، 61,7% أفادوا عن تعرضهم للتعذيب إما قبيل عبورهم الحدود أو خلال تلك العملية، وهو السبب الرئيسي الذي دفعهم للبحث عن اللجوء في إسبانيا.

اقرأ أيضا: اسبانيا تفتح الحدود البرية لسبتة ومليلة

المهاجرون الذين وردت حالاتهم في التقرير، تعرضوا أيضا “لظروف عنيفة”، سواء داخل مركز الاستقبال أو قبيل الوصول له.

عنف الشرطة..

 فقد أكد أكثر من 50% ممن تمت مقابلتهم تعرضهم لعنف الشرطة تحديدا في المغرب وفي إسبانيا (مليلية) على السواء.

إضافة إلى ترسبات رحلة العبور، أشار الأشخاص إلى أن الظروف المعيشية داخل “سيتي” بعيدة عن المثالية،  فالازدحام هناك يسلبهم خصوصياتهم ويشعرهم بأنهم “جزء من محتويات المكان الأخرى، كالكراسي والطاولات”، بمعنى آخر ينزع عنهم صفاتهم الإنسانية.

فضلا عن ذلك، يرافقهم شعور دائم بانعدام الأمان، إضافة إلى ارتفاع معدلات السرقة نتيجة عدم وجود أماكن مخصصة لهم لتخزين مقتنياتهم.

هؤلاء أشاروا أيضا إلى العنف الذي يندلع أحيانا بين المهاجرين أنفسهم، إذ سرعان ما تتطور مشاجرة صغيرة إلى أعمال عنيفة شاملة، دون أن تتدخل الإدارة أو رجال الأمن المسؤولين عن حماية المركز.

ونقلا عن المهاجرين الذين تمت مقابلتهم، أشار التقرير إلى نقص شديد في الحماية، فـ25.9% “لم يتلقوا أي مساعدة من أمن المركز أو من الشرطة عندما احتاجوا إليها”.

كما أرفقت شهادة أحد المهاجرين الذي أعطى أمثلة حية على انعدام الأمن داخل المركز، “إذا ذهبت للاستحمام وتركت حذاءك في الخارج، سيُسرق. يأخذون أي شيء… الكثير من الأولاد هنا أعطتهم الراهبات بعض اللوازم، كالملابس وحقائب الظهر والقرطاسية…، لم يستخدموها بل طلبوا من الراهبات الاحتفاظ بها لديهن ليأخذوها معهم يوم خروجهم”.

المهاجرون تحدثوا عن ممارسات تمس كرامتهم، كاضطرارهم للانتظار بالطابور في كل مرة يريدون إنجاز شيء ما، كالحصول على الطعام أو مقابلة الإدارة أو الحصول على الرعاية الصحية.

فضلا عن ذلك، اعتبر 52.8% ممن وردت شهاداتهم في التقرير، أن الرعاية الصحية في المركز “غير كافية أو معدومة”، إضافة إلى عدم قدرتهم على الوصول للمعلومات الطبية الخاصة بحالاتهم. أحد المهاجرين قال لمعدي التقرير إن أحد الشبان عاد من الكشف الصحي ومعه ظرف مختوم. عندما فتحه كان بداخله ورقة كتب فيها أنه مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، دون أي شرح إضافي أو إرشادات حول الرعاية وكيفية التصرف مع هذا المرض.

 

 

Exit mobile version