زيارة بايدن.. “إذا تريد أرنب خذ أرنب، وإذا تريد غزال خذ أرنب”

بقلم: الدكتور نزار محمود

بهذا المثل يمكنني تلخيص نتائج زيارة بايدن الاخيرة الى السعودية واجتماعاته مع بعض قيادات مجلس تعاون الخليج العربي وبعض الدول العربية التي حضرت قمم جدة وقبلها مع الرئيس الفلسطيني.


كان ملخص كلام بايدن للرئيس الفلسطيني يدور في فلك التخدير والتسويف والمماطلة والتحذير من المقاومة مع شوية “خرجية” ومنة المعونة للمستشفيات.


أما رسالة بايدن لقادة الخليج فقد تلخصت بإملاءات امن الطاقة للغرب والتحذير من التمادي في العلاقات مع روسيا والصين، وذر الرماد في العيون من خلال الاطراء على موقف السعودية في الهدنة مع الحوثيين المعطل لحل الأزمة اليمنية، وترويج أنظمة دفاع وحماية عسكرية سبقتها تحذيرات من تطور القوة الحربية الايرانية! هذا اضافة الى تناقض التصريحات وخبثها في ما يتعلق بقضية خاشقجي!
ولعل طلب بايدن لربط العراق بشبكة كهرباء الخليج ما يثير الضحك على الذقون! فبايدن، قبل غيره، يعرف من وكيف يحكم العراق، لا بل ومن هندس هذه الحالة ويشرف عليها!

اقرأ أيضا: الحرب الاستباقية الأمريكية دوافع وملامح وأهداف

ان الولايات المتحدة الامريكية ومن خلفها الصهيونية العالمية الممثلة للقوة الاستعمارية العنصرية تدرك ماذا تفعل، ولماذا تفعل ذلك. وهي تناور بسياسات تختلف ألوانها لكنها واحدة في اهدافها وجوهرها القائم على ضمان الهيمنة والاستمرار بنهب ثرواتنا وقمع خصوصياتنا وسلب حرياتنا.

بيد أننا لا يصح لنا البدء بلوم الآخرين قبل أنفسنا في اهتزاز اخلاصنا لأنفسنا وفخرنا بكرامتنا وعزمنا على النهوض بالعلم والعمل والتعاضد ونبذ الخلاف والتناحر المتخلف الأناني.

وتبقى العبارات التي تضمنتها كلمات وتصريحات بعض الرؤساء والمسؤولين العرب ما يداوي بعض جروحنا النفسية وفي مقدمتها الانصاف في قضيتنا الفلسطينية وخصوصيات هويتنا وسيادة أراضينا، على أمل أن لا تبقى تلك المواقف حبيسة الاستهلاك والدعاية الاعلامية.

Exit mobile version