ما حقيقية محاولة 25 ألف شخص دخول اليونان عبر الحدود مع تركيا؟

ما حقيقة محاولة 25 ألف شخص دخول اليونان عبر الحدود مع تركيا؟

أخبار القارة الأوروبية – اليونان

أعلن وزير النظام العام اليوناني ” تاكيس ثيودوريكاكوس ” أن حوالي 25 ألف شخص حاولوا دخول البلاد عبر الحدود المشتركة مع تركيا، سواء على متن قوارب متجهة إلى جزر بحر إيجه أو عبر البر في منطقة إيفروس، خلال شهر آب/أغسطس الجاري وحده.

ووجه على الفور اتهامات لتركيا بكونها الجهة التي تدفع الأشخاص للعبور إلى اليونان، وصرح أمس الأربعاء بأن الضغط على الحدود البرية والبحرية مع تركيا “يتطور إلى تهديد خاص للغاية لسلامة اليونان وأمنها”.

لكن هذا الرقم الذي أعلن عنه الوزير اليوناني ضخم جدا، بالمقارنة مع إجمالي عدد الوافدين إلى اليونان خلال العام الجاري بأكمله.



إذ وبحسب الأرقام الرسمية للمنظمة الدولية للهجرة، دخل إلى اليونان حوالي 7,300 مهاجر بين بداية العام و18 آب/أغسطس الجاري، حوالي 4,500 منهم عبر البحر و2,800 عن طريق البر.

تبادل الاتهامات..

أي أن هذا الرقم يمثل أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الوافدين الإجمالي على مدى الأشهر الثمانية الماضية. لكن الوزير اليوناني لم يقدم أي إيضاحات حول هذا الرقم أو تفاصيل حول عمليات العبور.

“هذا العدد غير قابل للتصديق! والحديث عن إيقاف 25 ألف شخص خلال أقل من شهر هو أمر جنوني تماما”، حسب تعبير “هوب باركر” المحللة في شبكة مراقبة العنف على الحدود (BVMN) التي توثق ممارسات العنف بحق المهاجرين على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وأضافت خلال حديثها مع مهاجرنيوز قائلة “نحن غير قادرين على التحقق من هذه الأرقام”.

على مدى الأعوام الماضية، عززت السلطات اليونانية، بدعم أوروبي، الرقابة على بحر إيجه للتصدي لمحاولات العبور من تركيا، وتداولت تقارير عدة انتهاكات ارتكبها خفر السواحل اليوناني بحق المهاجرين، ووُجهت له اتهامات بصد القوارب وإعادتها قسريا إلى المياه التركية. وعلى الحدود البرية، يستحيل على منظمات المجتمع المدني أو وسائل الإعلام الاقتراب من ضفاف نهر إيفروس، لا سيما وأن السلطات اليونانية تعتبر المنطقة بأكملها عسكرية ومحظورة.

اقرأ أيضا: المهاجرون في بريطانيا يحتجون على قرار ترحيلهم إلى رواندا

كما أن الوزير لم يحدد ما إذا كان رقم الـ25 ألف، يمثل فقط محاولات العبور الفاشلة، أو أنه يتضمن أيضا محاولات الأشخاص الذين تمكنوا من العبور.

فيما يستمر البلدان الجاران بتبادل الاتهامات حول المهاجرين في ظل العلاقات الدبلوماسية المتوترة، صرح ثيودوريكاكوس “من الواضح أن الجانب التركي يستغل هؤلاء التعساء وفقا لآلية منهجية ومعقدة”.

وأضاف أن العديد من المهاجرين المتجهين إلى اليونان هم سوريون وادعى أنهم “مجبرون (على محاولة دخول اليونان) حيث يبدو أن السلطات التركية تضعهم أمام مأزق: إما العودة إلى سوريا أو الذهاب إلى اليونان”.

سلاح اللاجئين..

من جهته، أشاد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، يوم الإثنين 22 آب/أغسطس خلال تجمع في أكاديمية للدرك وخفر السواحل، أشاد: “بجهود خفر السواحل لدينا، منعنا وقوع وفيات في بحر إيجه. في العامين الماضيين، أنقذنا أرواح 41 ألف شخص تركتهم اليونان ليموتوا”.

وبحسب أرقام خفر السواحل التركي، “أنقذت” السلطات البحرية 11 ألف مهاجر غير شرعي من الغرق في بحر إيجه بين بداية العام الجاري ونهاية شهر تموز/يوليو الماضي، حوالي 10 آلاف شخص منهم “أعادهم خفر السواحل اليوناني بشكل غير قانوني إلى المياه الإقليمية التركية”.



وتعتزم الحكومة ضخ 800 مليون يورو في ميزانية خفر السواحل لتجديد السفن والمعدات الأخرى، بما في ذلك المراقبة الجوية على البحر.

وافق أول أمس الثلاثاء، المجلس الحكومي للشؤون الخارجية والدفاع على تمديد السياج الحدودي في منطقة إيفروس شمال شرق البلاد، ليغطي كامل الحدود الممتدة على مسافة 220 كليومترا تقريبا. ومن المفترض أن يبدأ 250 حارسا إضافيا في تشرين الأول/أكتوبر القادم دوريات حراسة في نقاط حدودية جديدة.

تعتبر “هوب باركر” أن “هذا النوع من الخطاب حول استخدام المهاجرين كسلاح يستخدم لدعم تصرفات الحكومة اليونانية، وإضفاء الشرعية على حجج المراقبة وانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث”.

هذا وانتشرت تقارير عدة توثق قيام حرس الحدود اليوناني بصد المهاجرين على الحدود بشكل منهجي والتعامل معهم بعنف قبل إعادتهم إلى الضفة التركية، أو تركهم على جزر صغيرة داخل نهر إيفروس دون أي مساعدة أو دعم. وتستنكر الناشطة باركر من تعامل السلطات مع طالبي اللجوء قائلة “كيف يمكن للسلطات أن تمنع عشرات آلاف الأشخاص من العبور في غضون أسابيع، بينما نرسل لهم صورا ومواقع محددة لأشخاص عالقين على الجزر فيما يدعون أنهم غير قادرين على إيجادهم”.

بداية الشهر الجاري، توفيت طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات بعد أن تعرضت للدغة عقرب، كانت ضمن مجموعة مؤلفة من حوالي 70 شخصا بقوا عالقين لأيام عدة على إحدى الجزر الصغيرة التي تتوسط نهر إيفروس دون دعم أو مساعدة.

Exit mobile version