تقرير فرنسي…ملف الهجرة ينهك الحكومات الأوروبية

أخبار القارة الأوروبية_أوروبا

كشف تقرير إخباري فرنسي، أنّ ملف الهجرة أصبح الموضوع الأكثر إثارة للجدل في أوروبا، وبات ينهك الحكومات ويتسبب إما بإضعافها أو إسقاطها لا سيما مع صعود لافت لنزعة اليمين المتطرف.

وقال التقرير الذي نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن التحديات التي تفرضها موجة الهجرة تأتي على رأس الأجندات السياسية في القارة، إذ لم تكن الهجرة لسنوات عديدة موضوعا مثيرا للجدل في أوروبا.

التقرير أوضح أن الهجرة اليوم تعمل على زعزعة استقرار الديمقراطيات، وإسقاط الحكومات وإضعاف الأحزاب الرئيسة بشكل دائم، والحركات السياسية التقليدية القديمة، سواء كانت ديمقراطية اجتماعية أو محافظة.



ويبدو المشهد السياسي الأوروبي واقعًا تحت تأثير الدومينو، يستسلم كلّ مكوّن فيه، واحدًا تلو الآخر لقوة زوبعة الهجرة التي لا تقاوم، وفق تعبير الصحيفة الفرنسية.

ويشرح التقرير التغيرات التي طرأت على سياسات دول أوروبا الغربية حول الهجرة؛ إذ ظلّت هذه القضية موضع إنكار لفترة طويلة.

 ففي فرنسا، رفض اليسار هذا الموضوع من خلال تحويل انعدام الأمن إلى مجرد “شعور”، ومن خلال الدعوة إلى مجتمع متعدد الثقافات، ومن خلال إغلاق المناقشة التي اعتبرت “سامة“.

ففي ألمانيا، فتحت المستشارة السابقة “أنجيلا ميركل” أبواب بلادها على مصراعيها أمام أكثر من مليون لاجئ سوري، متجاهلة التحفظات والمخاوف التي عبر عنها جزء من السكان، أما السويد، فقد طورت واحدة من أكثر سياسات الاستقبال سخاءً في القارة، حيث قدمت نفسها كدولة نموذجية على مستوى التكامل“.

دراسة: التلوث في أوروبا يصل إلى مستويات قياسية

وبحسب “لوفيغارو” فقد “أدت سياسة الانفتاح غير المنضبط هذه في كل مكان إلى ظهور أحزاب يمينية متطرفة، فضلًا عن جيل جديد من الساسة الشعبويين، الذين يدعون إلى فرض سيطرة ــ أكثر أو أقل شدة ــ على تدفقات الهجرة“.

وتابع التقرير أنّه “في ألمانيا، دخل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف إلى البرلمان للمرة الأولى، الأمر الذي أدخل النخب الألمانية في حالة من الصدمة، وفي فرنسا، واصل التجمع الوطني صعوده، واليوم، بلغت الضغوط التي يمارسها الرأي العام لصالح تشديد سياسات الهجرة ــ 70% في فرنسا وفقا لاستطلاعات الرأي ــ إلى حد أن أي حكومة لم تعد قادرة على الهروب من هذه الضغوط“.

وأكّدت “لوفيغارو” أنّ الهوة بين السكان والنخب السياسية الحكومية أصبحت كبيرة جدًا فيما يتعلق بهذا الموضوع لدرجة أنه أدى إلى تحطيم التحالفات السياسية، وأصبحت الهجرة كرة من النار فرضت نفسها على قمة الأجندات السياسية للحكومات الأوروبية، البعض يتعثر ويسقط، والبعض دخل في أزمات سياسية حادة“.

وأشارت إلى أنّ “فرنسا هي أحدث مثال، لكن الوقت لا يزال مبكرًا لمعرفة مستقبل القانون الذي لا شك أن المجلس الدستوري سيراجعه ويصححه.

 ومن السابق لأوانه أيضا أن نقول ما إذا كان “إيمانويل ماكرون” الذي تصرف تحت ضغط الرأي العام وفضل الإجراءات التكتيكية على الرؤية الإستراتيجية، سيخرج ضعيفا للغاية أم لا” وفق تعبيرها، لكنها أكّدت أنّ الملف كاد أن يفجّر الأغلبية في البرلمان.

وأوضح تقرير “لوفيغارو” إلى أنّ “فرنسا ليست حالة معزولة على الإطلاق؛ ففي يوليو/ تموز 2023، أسقطت الهجرة الحكومة الائتلافية التي يقودها المحافظ مارك روته في هولندا.

 واستقال بعد أن رفض الوسطيون دعم سياسته الرامية إلى تشديد الهجرة، ومنذ ذلك الحين، فاز حزب “خيرت فيلدرز” اليميني المتطرف بالانتخابات التي جرت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023. ويدافع رئيس الوزراء الجديد، الذي وصل إلى السلطة بسبب الهجرة غير المسبوقة، عن “تجميد اللجوء” وإغلاق المساجد وحظر تحفيظ القرآن والمدارس القرآنية في هولندا.

Exit mobile version