مستقبل ألمانيا بعد فوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالانتخابات

مستقبل ألمانيا بعد فوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالانتخابات

أخبار القارة الأوروبية – ألمانيا

بعد أن فاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي بانتخابات البرلمان الألماني “البوندستاغ”، متفوقا على التحالف المسيحي المحافظ، الذي تنتمي إليه المستشارة أنغيلا ميركل، وفق أرقام رسمية بنسبة 25,7 من الأصوات، فيما تراجعت نتائج المحافظون كثيرا مقارنة بالاستحقاقات السابقة في انتخابات تشكل بالنسبة لهم نقطة تحول في عصر ما بعد أنغيلا ميركل.

النتيجة التي حققها الاشتراكيون، بالرغم من أهميتها، لا تضمن لهم الظفر بمنصب المستشار، حيث  ستدور معركة جديدة بهذا الخصوص بينهم وبين المحافظين، الذين يسعون للاحتفاظ بمنصب المستشار، ويعمل جاهدا بدوره على تشكيل ائتلاف حكومي بقيادته.

فالفوز يجعل الحكومة الألمانية الجديدة قد تتشكل عبر تحالف ثلاثي في البرلمان، أو عبر تحالف بين الاشتراكيين والمحافظين، في وقت يلعب فيه الحزبان الليبرالي والخضر دور الحصان الأسود الذي يحدد الفائز بالمنصب حال انضمام الحزبين إلى  كفة الاشتراكيين أو المحافظين.

ويعد ما حققه الحزب الاشتراكي الديمقراطي إنجازا بكل المقاييس حتى لو فشلوا في تشكيل ائتلاف يمنحهم قيادة حكومة جديدة، ويبرز أولاف شولتز الذي كان له دور بارز في فوز الحزب بفضل رزانته وحنكته السياسي.

الحزب الديمقراطي الاشتراكي اعتمد في برنامجه على  عدة محاور أهمها  العدالة الاجتماعية والتعليم، وإصلاح السياسة الضريبية، كما ركز البرنامج على حماية البيئة وتوسيع مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة، وفي هذا الإطار سوق المرشح عن الحزب  الديمقراطي الاشتراكي لشغل منصب المستشارية أولاف شولتز، والذي كان  نائب ميركل السابق ووزير المالية في الحكومة الأخيرة، سوق نفسه بأنه سيصب اهتمامه على الأطفال الصغار والإسكان الاجتماعي، وهو ما استطاع فعله في السابق عندما رفع ميزانية ولايته هابمروغ بين عامي 2011 و2018 بشكل كبير، ثم عاد بقوة بفضل الوباء ولم يتردد في الخروج عن بنود الميزانية ليزيد من الإنفاق لمواجهة الوباء، لكن ذلك انعكس على البالد التي تكبدت ديونا رغم تراكم الفوائض لديها في السنوات الماضية.

ويسعى شولتز إلى إقناع الألمان بكفاءته لتولي منصب مستشار ألمانيا رغم ما يواجهه من حملات ساخرة واتهامات بأنه السياسي الأكثر مللا في العالم، كما أعرب عن أمله في أن يتم الاتفاق على تشكيل ائتلاف قبل عيد الميلاد المقبل، فيما ستبقى ميركل، التي لم ترشح لولاية خامسة كمستشارة، في دور مؤقت خلال مفاوضات الائتلاف التي ستحدد المسار المستقبلي لأكبر اقتصاد في أوروبا.

شولتز قال إنه يعمل على تشكيل حكومة بالتحالف مع حزب الخضر وحزب الديمقراطيين الأحرار، لكنه سيواجه المحافظ أرمين لاشيت الذي ينتمي للتحالف المسيحي

خارجيا تعهد شولتز ، بتعزيز الاتحاد الأوروبي والحفاظ على الشراكة عبر الأطلسي في حكومة ائتلافية ثلاثية يأمل في تشكيلها بحلول عيد الميلاد، وفيما يتعلق بالولايات المتحدة قال إن الحكومة التي يقودها ستوفر للولايات المتحدة استمرارية العلاقات عبر الأطلسي، وهي القضايا الخارجية الابرز لالمانيا في الوقت الحاضر.

لا يبدو أن أوضاع ألمانيا ستتغير كثيرا بعد فوز الاشتراكي الديمقراطي بالانتخابات، فسياسة البلاد الخارجية ستظل متمسكة بمظلة الاتحاد الأوروبي، ومتشبثة بالعلاقات مع الولايات المتحدة، كما أن القضايا الاجتماعية سيكون لها نصيب الأسد من سياسات الحزب، والتي يشكل النجاح فيها عامل ضمان لاستمراره في تحقيق انتصارات غابت منذ عام 2005.

Exit mobile version