الأزمة الأوكرانية.. تساؤلات في الدوافع والتداعيات

بقلم: الدكتور نزار محمود

ليس هناك من شيء يقض مضاجع الساسة في الدول الاوروبية العظمى، وتحديداً المانيا وفرنسا، في الوقت الحاضر الى جانب كورونا اكثر من الازمة الاوكرانية. ومن أجل تلمس خيوط الحكاية لا بد من طرح جملة من التساؤلات:

⁃ مالذي يدفع الولايات المتحدة لدق طبول الحرب ضد روسيا في هذه الأوقات؟ وما هو دور الصين ونهوضها المهيمن في تحديد هذا التوقيت؟.

الدكتور نزار محمود

⁃ هل لاوكرانيا قول الفصل في اسلوب وطريقة فص نزاعها مع روسيا حول منطقة الدونباس؟ وهل ان حجم ذلك النزاع يتوجب خوض مغامرة قد تهدد وجود اوكرانيا؟.

⁃ هل لا زالت لعبة جر الحبل والتهديدات والتصرفات المتبادلة في اطار قدرة الاحتواء؟.

⁃ كيف سيخرج الاتحاد الاوروبي في حال نشوب حرب، وهل سيبقى اساساً متحداً، وهل ان الولايات المتحدة يهمها اتحاداً اوروبياً غير متضامن معها؟.

⁃ هل يمكن ان يشعل النزاع حرباً عالمية تدرك اطرافها تداعياتها وتلتزم بحدود وأسلحة حربها؟. وماذا عن دول التحالفات ومن هي اطرافها؟.

⁃ كيف ستعالج اوروبا حاجتها الى الطاقة، وهل ستعيش ازمات وتخضع لابتزازات؟.

⁃ ما هو موقفنا نحن العرب ازاء ما يمكن ان يحدث من حرب بسبب الازمة الاوكرانية، وهل حسمنا امر مواقفنا؟. هل سيكون لتلك الحرب من تأثيرات على الحرب اليمنية والفوضى الليبية والبعبعية الايرانية والحرب الاهلية السورية والتظاهرات السودانية والقضية الفلسطينية؟.

⁃ هل سيبقى المحيط الهادىء هادئاً، وهل سيعود الجنود الالمان سالمين الى ديارهم؟.

⁃ كيف سيكون شكل العلاقات والمواقف التنسيقية الالمانية الفرنسية في حال نشوب حرب ضد روسيا في اوروبا؟.

⁃ هل تهيأ المواطنون في اوروبا ومنها المانيا، لتوفير حليب وحفاظات لاطفالهم، وورق تواليت لحماماتهم، ناهيك عن الخبز والملح؟.

ازاء هذه الظروف وفي اجواء تأزم الحال ودعوة الدول لرعاياها لمغادرة اوكرانيا لا يملك الساسة في كل من المانيا وفرنسا سوى مكوكية الزيارات بين موسكو وواشنطن وكييف، تارة متذرعين باتفاقية منسك، وتارة بمفاوضات النورماندي، وثالثة بمنظمة الامن والتعاون الاوروبي.

لا اعتقد ان نزاع دونباس، في حد ذاته، وراء كل ذلك التصعيد! وهو ما يقلق.

وأخيراً هل ستكتفي الاطراف المتنازعة بما استعرضته من عضلات قوة، وتهتدي الى صياغة اتفاق يحفظ ماء وجوه الجميع؟نأمل ذلك.

Exit mobile version