الشرطة السويدية تسمح ليميني متطرف بتنظيم مظاهرات لحرق القرآن

أخبار القارة الأوروبية – السويد

ذكرت تقارير صحافية سويدية أمس الأربعاء، أن الشرطة سمحت لزعيم حزب “الخط المتشدد” اليميني المتطرف راسموس بالودان الذي يحمل الجنسيتين الدانماركية والسويدية، بتنظيم مظاهرات في خمس مناطق في البلاد تتضمن حرق نسخ من القرآن الكريم.

وبحسب المصادر فإن السماح بهذه المظاهرات جاء بعد طلب تقدم به بالودان لتنظيمها في منطقتي “هالوندا” و”هوسبي” في العاصمة ستوكهولم، ومدن غوتبورغ وبوراس وتررولهاتن يومي 12 و13 مايو/أيار الجاري.

وأصدرت الشرطة السويدية بياناً ذكرت فيه أنها وافقت على تنظيم المظاهرات وحذرت المناهضين لتلك المظاهرات من القيام بأعمال شغب.

من جانبه أشار خبير العلوم السياسية بجامعة غوتبورغ بو روثستين، في مقال له بصحيفة “أكسبرس”، إلى أن حرق كتب خاصة مثل القرآن لا تعتبر حرية تعبير، مشدداً على ضرورة اعتبارها “جرماً عالمياً”.

وطالب بإدراج حرق القرآن ضمن الحظر السياسي لحرق الكتب جماعياً الذي صدر في أوروبا عقب إحراق 25 ألف كتاب عام 1933 من قبل ألمانيا النازية.

و في الـ 6 من مايو/ أيار الجاري، أعلنت محكمة في مدينة يوتبوري، أن الظروف التي ذكرتها الشرطة سابقا كأسباب لرفض منح التصريح لبالودان كانت “خطيرة”، لكنها “لا تشكل ظروفا استثنائية بحيث يتم رفض منح التصريح لعقد الاجتماعات”. ووفقا لقرار المحكمة فإن “هناك فرصا للشرطة لتقدير الزمان والمكان لضمان النظام”.

في هذا السياق، يقول”أندرس بورغيسون” وهو ضابط في الشرطة السويدية بالمنطقة الغربية في تصريحات صحافية :“لقد نظرنا من وجهة نظر النظام والأمان وتوصلنا إلى استنتاج مفاده أنه يمكننا الآن منح تصاريح في هذه الأماكن الثلاثة في المنطقة الغربية”.

وكثف بالودان مؤخراً من أنشطته لإحراق نسخ القرآن الكريم، والتي يقوم بها منذ عام 2017. وفي أبريل/ نيسان الماضي أسفرت صدامات بين محتجين على حرق القرآن والشرطة عن إصابة 104 عناصر شرطة و14 متظاهرا وتدمير 20 سيارة شرطة.

وتصاعدت التوترات في السويد منذ أن حصل بالودان على تصريح لتنظيم تجمع كان يخطط خلاله لحرق نسخة من المصحف، ما أثار احتجاجات وأعمال شغب في عدة مدن، أوقعت العديد من الإصابات بين المحتجين وعناصر الشرطة.

اقرأ أيضا: اعتقال رجل أعمال في إسبانيا بتهمة انتهاك حقوق عمال مهاجرين

ودافعت “ماغدالينا أندرسون” رئيسة وزراء السويد عن حرية التعبير في بلدها، حتى لو مورست بطريقة غير مهذبة، وأكدت أنه لا يمكن القبول بالردود العنفية، مشيرة بوضوح إلى أن تلك الردود، هي تماماً ما كان يأمله بالودان.

بينما يعارض “يورن فيسترجارد، أستاذ القانون الجنائي في جامعة كوبنهاغن، الذي درَّس راسموس لفترة طويلة، حجج أندرسون، معتبراً أن “لا أحد لديه الحق غير المشروط في إهانة الكتب الدينية، ونشر خطاب الكراهية الذي يؤدي إلى الاضطرابات الاجتماعية”.

Exit mobile version