“فون غوته”.. أهم مبدعي الشعر باللغة الألماني

"فون غوته".. أهم مبدعي الشعر باللغة الألماني

أخبار القارة الأوروبية – بورتريه

كان ” يوهان فولفغانغ غوته” شاعراً وعالماً طبيعياً وواحداً من أهم مبدعي الشعر باللغة الألمانية، ومن أشهر أعماله آلام فيرتر، وفاوست، وغوتس فون برليشنغن، ومسرحيات نزوة عاشق، المتواطئون، كلافيغو، ايغمونت، ستيلا، إفيجينا في تاورس، توركواتو تاسو، ومن قصائده بروميتيوس، المرثيات الرومانية، والديوان الغربي والشرقي” والذي ظهر فيه تأثره بالفكر العربي والفارسي والإسلامي.

نشأته وخلفيته

ولد غوته في 28 أغسطس عام 1749 في فرانكفورت لعائلة مرموقة من الطبقة الوسطى، وكان جده لأمه أعلى مسؤول قضائي في مدينة فرانكفورت، وكان والده متخصصاً في القانون وعضواً في المجلس الإمبراطوري.

 تلقى هو وشقيقته “كورنيليا” تعليماً منزلياً، ودرس تبعاً لرغبة والده القانون في كل من لايبزيغ وستراسبورغ، ثم عمل محامياً في فتسلار وفرانكفورت.

بداياته الأدبية

في نفس الوقت تابع غوته شغفه بالشعر وحقق أول إنجاز أدبي في عام 1773، وهو دراما “غوتس فون برليشنغين‏ التي لاقت رواجاً واسعاً، ثم تبعتها عام 1774 مع رواية آلام فيرتر، التي اشتهر بها في كل أوروبا، وينتمي كلا العملين إلى الحركة الأدبية التي عرفت باسم “العاصفة والاندفاع ‏ في الأعوام 1765 إلى 1785

كان في السادسة والعشرين من عمره عندما دعاه أمير دوقية فايمار، التي استقر فيها لبقية حياته بصفته صديقاً ووزيراً للدوق “كارل أغسطس”، وشغل هناك مناصب سياسية وإدارية وترأس مسرح البلاط لمدة ربع قرن.

الفرار إلى إيطاليا

 تسبب نشاطه الرسمي في أعوامه العشر الأولى في فايمار بإهمال قدراته الإبداعية، وتسبب ذلك بأزمة شخصية لديه دفعته إلى الفرار إلى إيطاليا، حيث استمرت رحلته من سبتمبر 1786 إلى مايو 1788 وعدّها “ولادة جديدة”، وعاد بعدها إلى النشاط الأدبي ونشر في الأعوام التي تلت عودته بعضا من أهم أعماله مثل مثل إيغمونت إيفيغينيا في تاوريس ، وتوركواتو تاسو .

اقتصرت واجباته الرسمية بعد عودته من إيطاليا إلى حد كبير على إدارة مسرح بلاط فايمار، فيما حفز التراث الثقافي الذي تعرف إليه في إيطاليا إنتاجه الشعري،  ودفعته التجارب الحميمية التي عاشها هناك إلى بدء علاقة حب “غير لائقة” في فايمار، مع كريستيانه فولبيوس التي تزوجها بعد ثمانية عشر عاما من العلاقة.

إرث أدبي ضخم

ترك “فون غوته” إرثاً أدبياً وثقافياً ضخماً للمكتبة الألمانية والعالمية، وكان له بالغ الأثر في الحياة الشعرية والأدبية والفلسفية، تنوعت مؤلفاته بين الرواية والشعر والمسرح والدراما والملحمة والسيرة الذاتية والنظرية الأدبية والفنية، بالإضافة إلى الكتابات العلمية، كما تعدّ مراسلاته الواسعة ذات أهمية أدبية. كان جوته هو مؤسس تيار “العاصفة والاندفاع” الأدبي وأهم ممثليه.

اكتسب “غوته”في حياته شهرة في كل أنحاء أوروبا، حتى أن “نابليون” دعاه إلى لقاء شخصي على هامش مؤتمر إرفورت .

إقرأ أيضا: ميهاي إمينسكو.. شاعر المدرسة الرومانسية الأكثر شهرة

 شكل في تعاونه مع “فريدريك شيلر” و”يوهان هردر” و”وكريستوف فيلاند” في ما عرف بمرحلة فايمار الكلاسيكية، وأصبحت روايات “فلهلم مايستر” رائدة في نوع الروايات الفنية ووما عرف بـ”رواية التعلّم” في الأدب الألماني. وقد حظت دراما فاوست (1808) بسمعة عالمية باعتبارها أهم إبداع أدبي باللغة الألمانية.

كان “غوته” حياً وفي سن الشيخوخة عندما صار يعتبر في ألمانيا وخارجها ممثلاً للفكر الألماني، ومُجّد في الإمبراطورية الألمانية باعتباره الشاعر القومي الألماني والمعبّر عن “الجوهر الألماني”، ووظف على هذا النحو تم في التوجهات القومية الألمانية.

ولم يقتصر التقديس آنذاك على أعمال غوته فحسب، بل قدّست شخصية الشاعر الذي كان يُنظر إلى أسلوب حياته على أنه نموذجي. وتعد قصائد جوته ومسرحياته ورواياته حتى يومنا هذا من بين روائع الأدب العالمي، وقد أطلق اسمه على أشهر معهد لنشر الثقافة الألمانية في شتى أنحاء العالم وهو “معهد غوته”.

وفاته

توفي في 22 مارس 1832، بسبب نوبة قلبية على الأرجح ودفن في سرداب فايمار الأميري، ويشكك المؤرخون بمقولة أن كلماته الأخيرة كانت “مزيد من الضوء!” حقيقية، فمصدرها هو طبيب عائلته ، “كارل فوغل”، الذي لم يكن حاضراً في ساعات غوتة الأخيرة.

Exit mobile version